
سوريا الجديدة في مواجهة إرث الأسد المسموم : حرب مفتوحة لتفكيك إمبراطورية الكبتاغون
في تقرير كشف كواليس أخطر معارك سوريا الجديدة، سلطت صحيفة “الفايننشال تايمز” البريطانية الضوء على الحرب الشاملة التي أعلنتها حكومة الرئيس أحمد الشرع ضد إمبراطورية المخدرات التي ورثتها عن نظام الأسد. هذه الإمبراطورية، التي حوّلت سوريا إلى “دولة مخدّرة” عالمية بصناعة كبتاغون تُقدّر بمليارات الدولارات، تواجه اليوم حملة تفكيك شرسة، لكنها معركة تبدو أصعب من الانتصار العسكري نفسه.
من “وقود الحرب” إلى آفة اجتماعية
كان الكبتاغون، الذي وُزع على جنود الأسد لسنوات كمنشط ومخدر للألم، أول ما لجأ إليه جندي سابق هارب بعد سقوط دمشق ليتمكن من البقاء على قيد الحياة. قصته تلخص علاقة النظام بالمخدرات: لقد كانت أداة حرب وسلعة استراتيجية، ورأس الحربة فيها كان ماهر الأسد، شقيق الرئيس السابق، الذي أدار شبكة معقدة للتصنيع والتصدير امتدت من الخليج إلى أوروبا وأمريكا اللاتينية.
الشرع يعلن التطهير.. وضربات موجعة تهز الشبكات
مع وصوله إلى السلطة، أطلق الرئيس الشرع وعده بتطهير سوريا من هذه الآفة. وسرعان ما تُرجمت الأقوال إلى أفعال، حيث أكد التقرير تراجع الإنتاج والتهريب بنسبة تصل إلى 80%. قوات مكافحة المخدرات الجديدة، التي تضم منشقين ومجندين جدد، وجهت ضربات موجعة للشبكات، أبرزها:
المعركة لم تنتهِ.. جيوب المقاومة والفساد
لكن تفكيك إمبراطورية بهذا الحجم ليس سهلاً. حذرت “الفايننشال تايمز” من أن شبكات التهريب تقاوم بشراسة.
بعيداً عن المواجهات الأمنية، تواجه سوريا قنبلة صحية موقوتة. فمع شح الكبتاغون وارتفاع سعره، يتجه المدمنون إلى بدائل أرخص وأشد فتكاً مثل “الكريستال ميث”. وفي بلد لا يملك سوى أربع منشآت علاج متواضعة، حذر مدير مستشفى ابن رشد في دمشق من أن قدرات العلاج “لا تقترب حتى من حجم المشكلة”.
تخلص الصحيفة إلى أن حرب سوريا ضد المخدرات هي معركة ضرورية لاستعادة عافيتها، لكنها مواجهة طويلة الأمد ضد شبكات متجذرة وفساد موروث وطلب إقليمي لا ينضب. فكما قالت باحثة للصحيفة: “تجارة الكبتاغون أبعد ما تكون عن الزوال”.



