مأساة في مدرسة فرنسية : أستاذة تتعرض للطعن وتلميذ بين الحياة والموت

اهتزت بلدة بينفيلد الهادئة صباح اليوم، الأربعاء 24 سبتمبر 2025، على وقع حادثة عنف مروعة داخل أسوار مدرسة روبير شومان الإعدادية، حيث أقدم تلميذ يبلغ من العمر 14 عامًا على طعن أستاذته للموسيقى.
وقع الهجوم حوالي الساعة الثامنة والربع صباحًا في أحد ممرات المدرسة، عندما باغت التلميذ أستاذته، البالغة من العمر 66 عامًا، وطعنها في وجهها. وعلى الفور، فر المشتبه به من مكان الحادث على دراجة هوائية، تاركًا وراءه حالة من الذعر والصدمة.
تحركت السلطات بسرعة، وتمكنت الشرطة من تحديد مكان التلميذ واعتقاله على أطراف البلدة. لكن المشهد ازداد مأساوية عندما أقدم الفتى على طعن نفسه بشكل متكرر في منطقة الرقبة أثناء محاولة إيقافه. نُقل التلميذ على وجه السرعة بواسطة مروحية إلى مستشفى ستراسبورغ الجامعي، حيث يرقد في حالة حرجة بين الحياة والموت.
أما الأستاذة الضحية، فقد تم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج، وأكدت السلطات أن إصابتها لا تهدد حياتها. وفي تصريح لها، قالت وزيرة التعليم المستقيلة، إليزابيث بورن، التي توجهت إلى موقع الحادث، إن الأستاذة “خارج دائرة الخطر” وتخضع للمراقبة الطبية.
كشفت الشهادات الأولية التي جمعتها الشرطة من زملاء التلميذ عن صورة مقلقة لشخصية المشتبه به. وصفه العديد من الطلاب بأنه “غريب الأطوار” وذو ميول لإيذاء النفس، حيث كان يُظهر لهم آثار جروح على جسده. وأشارت المعلومات إلى أن الفتى كان يمر بظروف شخصية صعبة، ويعاني من اضطرابات نفسية محتملة، كما كان معروفًا لدى إدارة المدرسة بسبب اهتمامه بالأيديولوجية النازية والأسلحة.
وقد فتحت السلطات القضائية تحقيقين منفصلين؛ الأول بتهمة “محاولة القتل العمد ضد موظف في الخدمة العامة”، والثاني للوقوف على ملابسات الإصابات التي ألحقها التلميذ بنفسه.
في أعقاب الحادث، تم إخلاء المدرسة وتفعيل خلية دعم نفسي طارئة لمساعدة التلاميذ والموظفين على تجاوز الصدمة. وأعربت الوزيرة بورن عن تضامنها الكامل مع المجتمع المدرسي، مؤكدةً على ضرورة تقديم كل الدعم اللازم لهم في هذه المحنة.
.
.
باريس – خاص

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى