“إمبراطورات لصوص باريس”.. العدالة الفرنسية تلاحق عشيرة متخصصة في نشل مترو باريس

تعود قضية “عشيرة حميدوفيتش”، إحدى أشهر الشبكات الإجرامية المتخصصة في استغلال الأطفال للسرقة، إلى الواجهة مرة أخرى في فرنسا.
فبعد أكثر من عقد على إدانة زعيمها، فهيم حميدوفيتش، يمثل شقيقه محمد حميدوفيتش أمام المحكمة في باريس بتهمة إدارة شبكة منظمة للنشل في مترو الأنفاق، تعتمد بشكل أساسي على إجبار الفتيات القاصرات على السرقة.
من هم “عشيرة حميدوفيتش”؟
تُعرف عائلة حميدوفيتش، التي تنحدر من أصول بوسنية، بأنها واحدة من أكثر الشبكات الإجرامية المنظمة التي تستغل الأطفال في أوروبا. تخصصت هذه العشيرة في تدريب الفتيات الصغيرات، اللواتي يطلق عليهن “إمبراطورات السرقة الصغيرات”، على سرقة السياح والمواطنين في الأماكن المزدحمة، خاصة في مترو باريس.
في عام 2013، صدر حكم تاريخي بسجن زعيم العشيرة، فهيم حميدوفيتش، لمدة 12 عامًا ومُنع من دخول الأراضي الفرنسية بشكل دائم، في قضية كشفت عن شبكة واسعة تدر ملايين اليوروهات سنويًا.
محمد حميدوفيتش: استئناف “الإرث” الإجرامي
بدءًا من اليوم، 26 سبتمبر 2025، يمثل محمد حميدوفيتش، شقيق الزعيم السابق، وعشرة متهمين آخرين أمام المحكمة بتهم تشمل “الاتجار بالبشر” و”استغلال قاصرين للسرقة” و”غسيل الأموال”. ويُشتبه في أن محمد قد تولى قيادة الشبكة بعد طرد شقيقه، مستمرًا في نفس الأساليب الإجرامية.
كيف تعمل الشبكة؟
تعتمد الشبكة على نظام هرمي صارم. يتم إجبار الفتيات الصغيرات، وبعضهن لا يتجاوز عمره 11 عامًا، على العمل لساعات طويلة في المترو لتحقيق “حصص” يومية من المسروقات قد تصل إلى 300 يورو لكل فتاة. وفي حال فشلهن في تحقيق المبلغ المطلوب، يتعرضن لعقوبات جسدية قاسية.
يتم إرسال الأموال المسروقة إلى أفراد العائلة في البوسنة وإيطاليا، حيث يتم غسلها من خلال شراء العقارات والسيارات الفاخرة. وقد كشفت التحقيقات أن الشبكة كانت تجني ما لا يقل عن 1.3 مليون يورو سنويًا.
تعتبر هذه المحاكمة خطوة هامة في جهود السلطات الفرنسية لمكافحة شبكات الجريمة المنظمة التي تستغل الأطفال، وتسلط الضوء على المأساة الإنسانية للفتيات اللواتي يجبرن على حياة الجريمة منذ طفولتهن.
.
.
مرهف مينو – باريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى