
شابان من تلكلخ يفقدان قدميهما بانفجار لغم على الحدود اللبنانية السورية وسط غياب معبر إنساني
أُصيب شابان من بلدة تلكلخ الحدودية بجروح بالغة أدت إلى بتر قدميهما، إثر انفجار لغمين أثناء محاولتهما عبور الحدود السورية اللبنانية عبر معبر غير رسمي، في حادثة أعادت إلى الواجهة ملف الألغام المزروعة في المنطقة وغياب المعابر الإنسانية.
وبحسب ما أكده الشيخ عبد الرحمن العكاري، الذي زار المصابين في المستشفى، فإن الشابين يعملان في لبنان ويضطران إلى العبور يوميًا من طريق ضيق لا يتجاوز عرضه خمسين سنتيمترًا، وهو الطريق نفسه الذي سلكه عدد من العمال في اليوم السابق دون حوادث.
وتساءل العكاري في منشور له: «هل هذه الألغام من مخلفات النظام البائد أم أنها زُرعت حديثًا؟» معتبرًا أن الحالتين تشكّلان «كارثة إنسانية وأمنية»، إذ تعكس إما إهمال الجهات المعنية في إزالة الألغام القديمة أو جريمة جديدة تستوجب التحقيق والعقاب.
وأوضح الشيخ أنه طرح سابقًا على القيادات العسكرية فكرة إنشاء معبر إنساني منظم لأهالي المنطقة يتيح لهم التنقل بأمان بين سوريا ولبنان، عبر نظام تسجيل إلكتروني يعتمد على «باركود» يُقرأ من هواتف حرس الحدود، إلا أن المقترح قوبل بالرفض لأسباب وُصفت بـ«الأمنية».
وبررت الجهات المعنية رفضها بأن فتح معبر إنساني في تلكلخ قد يفتح الباب أمام مطالب شعبية مماثلة في مناطق أخرى من العريضة حتى الزبداني، إضافة إلى مخاوف من استغلال بعض المعابر لأغراض التهريب. كما أشار المسؤولون إلى ضرورة التنسيق مع الجانب اللبناني قبل أي خطوة مماثلة.
العكاري دعا في ختام حديثه إلى مسح شامل للحدود من قبل فرق مختصة للكشف عن الألغام وإزالتها، مطالبًا بفتح معبر إنساني آمن بالتنسيق بين الجانبين السوري واللبناني لتخفيف معاناة الأهالي الذين يرتبط كثير منهم بروابط عائلية وتجارية عبر الحدود.
وأكد أن «غياب الحلول الإنسانية لا يمكن أن يكون مبررًا لتكرار المآسي»، داعيًا إلى تحرك عاجل لتأمين حياة المدنيين في المنطقة.



