
بيان وزارة الاتصالات يزيد الاحتقان الشعبي بعد القفزة القياسية في أسعار خدمات “سيريتل” و“MTN”
لم ينجح البيان الصادر عن وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات في امتصاص الغضب الشعبي المتصاعد تجاه “سيريتل” و“MTN”، بل بدا لكثير من السوريين محاولة متأخرة ومرتبكة لتبرير موجة الارتفاع غير المسبوقة في أسعار خدمات الإنترنت والاتصالات، التي تجاوزت في بعض الباقات حاجز 100% دون أي تحسن في جودة الخدمة.
الوزارة تحاول التنصل… والشارع يرفض الرواية الرسمية
البيان اكتفى بالقول إن القرار “شأن داخلي للشركتين الخاصتين”، مع دعوته لهما إلى نشر توضيحات إضافية حول الباقات الجديدة. غير أن هذه الصياغة أثارت سخرية واسعة، باعتبار أن “سيريتل” تُدار اليوم عبر لجنة اقتصادية تابعة للقصر الجمهوري، فيما تخضع “MTN” لوصاية قضائية لم يُكشف حتى الآن عن هوية القائم عليها، بعد توقيف الحارس السابق بتهم فساد وارتباط بملفات حساسة في عهد النظام البائد.
وبذلك، يرى كثيرون أن الحديث عن “قطاع خاص” مجرد واجهة شكلية، وأن القرارات الفعلية تصدر من جهات رسمية لا تعلن عن نفسها.
بيان بلا مضمون… وأسعار خارج السيطرة
مصادر اقتصادية قالت لـ“مصدر” إن الوزارة لم تكن على دراية كاملة بتفاصيل الأسعار قبل إصدار بيانها، وهو ما يفسّر غرابة مطالبتها الشركتين بـ“توضيح” ما يفترض أنها وافقت عليه مسبقاً.
في المقابل، تتواصل شكاوى المستخدمين من تراجع الخدمة إلى مستويات غير مسبوقة، حتى قبل إعلان التعرفة الجديدة.
الأسعار الحالية تضع سوريا في ذيل قائمة الدول من حيث جودة الخدمة مقابل التكلفة، مع وصول سعر الغيغابايت في الباقات الصغيرة إلى أكثر من دولارين، في حين لا تنخفض الأسعار في الباقات الكبيرة إلا بشكل طفيف:
-
1.5 غيغابايت بـ 24 ألف ليرة سورية
-
35 غيغابايت بـ 190 ألف ليرة سورية
مقارنةً بذلك، تُظهر دول المنطقة فجوة كبيرة في التكلفة:
-
تركيا: 40 غيغابايت مقابل 7 دولارات
-
الأردن: 250 غيغابايت مقابل 16 دولاراً
-
العراق: إنترنت مفتوح بـ 30 دولاراً
-
السعودية: 109 غيغابايت + إنترنت تواصل اجتماعي غير محدود مقابل 64 دولاراً
وعود التطوير تتبخر… والشارع يسأل عن البديل
هذه التطورات تأتي متناقضة تماماً مع تعهدات وزير الاتصالات عبد السلام هيكل في الأشهر الماضية، حين تحدث مراراً عن تحسين جودة الشبكات وتوسيع التغطية وتخفيض التكاليف على الفئات الأقل دخلاً.
لكن ما يجري على الأرض يبدو أبعد ما يكون عن تلك الوعود، إذ يرى مراقبون أن القرار الأخير قد يحدّ من وصول السوريين إلى الإنترنت بشكل غير مسبوق، ويزيد من فجوة الاتصال في بلد يعتمد فيه الملايين على الشبكة للتعلم والعمل والتواصل.
سوريا الجديدة… إنترنت بلا قدرة شرائية
وبينما تتباهى الحكومة بمشاريع “التحول الرقمي” و“الذكاء الاصطناعي”، يجد المواطنون أنفسهم أمام خدمة متردية وسعر لا يتناسب مع متوسط الدخل ولا مع مستوى البنية التحتية.
ويبقى السؤال الأبرز: هل ستكتفي الوزارة ببيانات شكلية، أم أنها ستتدخل فعلياً لإعادة ضبط قطاع أرهق السوريين لسنوات طويلة؟
,
,
- محامٍ يطالب الحكومة بإسقاط عقود الاحتكار واستعادة شركتي الاتصالات إلى ملكية الدولة
- صفعة جديدة : “سيرياتل” ترفع أسعار الإنترنت 200% وتلغي الباقات الشعبية دون تحسين للخدمة
,
,
صحف – مصدر



