
الساحل السوري يشهد حراكاً متضارباً: مظاهرات تطالب باللامركزية وأخرى تؤيد الحكومة
شهدت محافظتا طرطوس واللاذقية على الساحل السوري، اليوم الثلاثاء، حراكاً شعبياً متضارباً، تمثل في خروج مظاهرات متباينة المطالب، تزامناً مع انتشار أمني مكثف وعودة للتوتر في المنطقة. وتأتي هذه الأحداث في أعقاب دعوة أطلقها الشيخ غزال غزال، رئيس “المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر”.
مطالب باللامركزية وإطلاق الموقوفين
تركزت المظاهرات التي خرجت في عدة مواقع، أبرزها دوار الزراعة ودوار الأزهري في اللاذقية، وعلى مقربة من دوائر السادات في طرطوس، على مطالب سياسية وإدارية.
ورفع المحتجون شعارات تطالب بـ “اللامركزية الإدارية” و “وقف القتل”، إلى جانب المطالبة بإطلاق سراح الموقوفين الذين جرى اعتقالهم خلال الأشهر الماضية، وتحديداً من المنتمين إلى النظام المخلوع أو المشاركين في حركة “الفلول”. كما تضمنت اللافتات شعارات منددة بـ “الإرهاب” و “السلاح المنفلت”.
وأفادت مصادر ميدانية بأن أعداد المتظاهرين كانت كبيرة في ساعات الصباح قبل أن تبدأ بالتراجع تدريجياً، وسط تطويق كامل لمواقع التظاهر من قبل قوات الأمن الداخلي، التي بررت انتشارها بـ “تأمين حماية المتظاهرين والمواطنين والمرافق العامة”، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا) و “الإخبارية السورية”.
بيان غزال غزال : تحذير من “تصفية الحسابات الطائفية”
جاءت هذه المظاهرات استجابة لبيان مصور أصدره الشيخ غزال غزال أمس، وجه فيه اتهامات حادة للواقع السياسي، متحدثاً عن “تحوّل سوريا إلى ساحة لتصفية الحسابات الطائفية”. وادعى غزال أن أبناء الطائفة العلوية سلموا سلاحهم للدولة ثقةً منهم بأنها تمثل الجميع، لكنهم وجدوا أنفسهم تحت حكم “سلطة أمر واقع إرهابية تكفيرية إقصائية”.
كما وجه غزال اتهامات للسلطة بأنها جعلت “المكوّن السني أداةً في سياستها”، مؤكداً في الوقت ذاته أنه “لا حرب وجود بين المكوّن العلوي والمكوّن السني”، ومشدداً على أن “سوريا لن تتحوّل إلى مستنقع لداعش”. وطرح غزال “الفدرالية واللامركزية السياسية” كحلول لضمان حقوق جميع المكونات، داعياً “أبناء جميع الطوائف” إلى “اعتصامات سلمية لوقف آلة القتل”.
في محافظة #طرطوس الأمن الداخلي يقوم بحماية المتظاهرين pic.twitter.com/SfYDETBDoa
— الإعلامي محمد جمال (@ammamaiii) November 25, 2025
مظاهرات مضادة واعتداءات
في المقابل، خرجت مظاهرات داعمة للحكومة السورية في مدن بانياس وجبلة، حيث جاب العشرات الشوارع بالهتافات المؤيدة للقيادة.
وفي سياق متصل، تداولت حسابات ناشطين أنباء عن اعتداءات على ممتلكات المدنيين والمارة عند دوار الأزهري في اللاذقية، متهمين “فلول النظام المخلوع” المتواجدين في المظاهرات بالتسبب في أضرار لسيارات المواطنين وحتى سيارات شرطة المرور. وتأتي هذه الأحداث في ظل خلفية من التوتر شهدتها مناطق الساحل في مارس/آذار الماضي، تخللتها انتهاكات واسعة وعمليات قتل بحق مدنيين، وملاحقات أمنية مستمرة للمجموعات الخارجة عن القانون.
وتشير التطورات إلى استمرار حالة الاستقطاب السياسي والاجتماعي في المنطقة، مع تباين واضح في المطالب والولاءات بين الأطراف المختلفة.
رئيس المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سورية والمهجر الشيخ غزال غزال:
أوجه نداء لأبناء الطوائف كافة، للبدء باعتصامات سلمية، لنوقف آلة القتل بأصواتنا ضد كل أشكال الإرهاب، غداً الثلاثاء 12 ظهراً pic.twitter.com/EPugzWaGZ2
— عمر رحمون (@Rahmon83) November 24, 2025



