خاص | لقاء أميركي – سوري في فلوريدا : مؤشرات متصاعدة على دعم ترامب لإلغاء “قيصر”
في تطوّر سياسي لافت يعكس تحوّلاً في مقاربة واشنطن للملف السوري، كشف المستشار الأميركي للشؤون الاقتصادية والدبلوماسية، طارق نعمو، في حديث خصّ به “المدن” من ولاية فلوريدا، أنه شارك في عشاء مغلق ضمّ قيادات بارزة في الكونغرس الأميركي، بينهم النائب إبراهيم حمادة، عضو لجنتي الاستخبارات والقوات المسلحة، المكلّفتين بالتصويت على مقترح إلغاء قانون قيصر.
العشاء ضم أيضًا عضو الكونغرس مارلين ستسمن، الذي زار دمشق في نيسان/أبريل الماضي، ليكون أول مسؤول أميركي يلتقي الرئيس أحمد الشرع منذ إعلان تغيير المسار السياسي بين البلدين، حيث ناقش تطورات ملف العقوبات ونتائج المباحثات المستمرة حول رفعها.
واشنطن تميل لمقاربة جديدة تجاه دمشق
وبحسب نعمو، فإن نتائج اللقاء حملت مؤشرات واضحة إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تؤيد إلغاء العقوبات المفروضة بموجب “قانون قيصر”، في إطار توجه جديد يقول إنه يستهدف “دعم الشعب السوري” وتحريك عجلة الاقتصاد، مع الدفع نحو تسوية سياسية أكثر استقرارًا.
وأشار نعمو إلى أن الخارجية الأميركية حدّدت ملامح رؤيتها بوضوح: “سوريا واحدة موحَّدة، تنعم بالسلام، وتضمن حقوق مكوّناتها الدينية والإثنية كافة”. كما شددت واشنطن –وفق قوله– على ضرورة محاسبة المتورطين في أعمال العنف، ومتابعة التطورات الميدانية والسياسية عن كثب.
لقاء الشرع-ترامب: منعطف غير مسبوق
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قد أجرى هذا الشهر زيارة تاريخية إلى البيت الأبيض، هي الأولى لرئيس سوري منذ الاستقلال، حيث التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المكتب البيضاوي. وأسفرت الزيارة عن إعلان تعليق جميع العقوبات الأميركية على سوريا لمدة 180 يومًا، إلى جانب ضمّ دمشق رسميًا إلى التحالف الدولي لمكافحة تنظيم “داعش”.
كما سبقت الزيارة لقاءات بين الشرع وأفراد من الجالية السورية في الولايات المتحدة، جرى خلالها بحث أوضاع الاقتصاد ومسار العقوبات والمفاوضات الجارية بشأنها.
التحركات الأميركية الأخيرة، وما رافقها من إشارات سياسية، تُعد وفق مراقبين بداية مرحلة جديدة في العلاقات بين واشنطن ودمشق، فيما تبقى نتائج مناقشات الكونغرس حول مشروع إلغاء “قيصر” العامل الأكثر تأثيرًا في رسم ملامح المرحلة المقبلة.
