
أنفيلد يفقد هيبته.. ليفربول يتعثر أمام سندرلاند وليدز يصفع تشيلسي ويعرقل سباق اللقب
شهدت الجولة الأخيرة من الدوري الإنجليزي الممتاز مفاجآت كبيرة قلبت حسابات المنافسة، حيث واصل ليفربول سلسلة نتائجه المخيبة على ملعبه “آنفيلد”، في وقت وجه ليـدز ضربة موجعة لآمال تشيلسي في المنافسة على اللقب بعد فوز مثير في “إيلاند رود”.
سندرلاند يفرض واقعه الجديد في آنفيلد
لم يعد “آنفيلد” ذلك الملعب المخيف للخصوم. فبعد الهزيمة القاسية أمام نوتنغهام فورست، جاء الدور على سندرلاند ليزيد معاناة ليفربول ويجبره على تعادل بطعم الخسارة.
سندرلاند الذي يواصل موسماً مميزاً ضمن المراكز الستة الأولى بدا أكثر ثباتاً وسيطرة في الدقائق الأولى، إذ نجح في إرباك أصحاب الأرض عبر ضغط منظم وسرعة في التحول.
ليفربول من جهته ظهر بطيئاً ومرتبكاً، باستثناء بعض اللمحات من دومينيك سوبوسلاي. ومع أن الفريق عاد تدريجياً إلى أجواء اللقاء، فإن سندرلاند أنهى الشوط الأول متفوقاً أداءً وثقة.
وفي الشوط الثاني، جاءت لحظة الصدمة عندما سجّل شمس الدين طالبي هدف التقدم بعد تسديدة انحرفت داخل مرمى أليسون، لينتشر الصمت في المدرجات التي بدت وكأنها تستعيد ذكريات السقوط أمام فورست.
أرنِه سلوت بدا غاضباً على الخط، ودفع بمحمد صلاح منذ بداية الشوط الثاني لزيادة الإيقاع، بينما خرج كودي غاكبو بعدما وصفه المدرب بأنه “عانى في المواجهات الفردية”. ورغم تحسن ليفربول لاحقاً، فإن الضيوف ظلوا خطيرين في المرتدات.
هدف التعادل جاء عبر فلوريان فيرتس بعد لمسة غير مقصودة من نروي موكييلي غيّرت اتجاه الكرة. ومع الضغط الهائل لليفربول، بقيت أخطر فرص الفوز من نصيب سندرلاند، حيث أهدر ويلسون إيسيدور فرصة تاريخية قبل أن يتدخل فيدريكو كييزا ويُنقذ مرمى ليفربول في اللحظة الأخيرة.
النتيجة أعادت طرح الأسئلة ذاتها حول الفريق الأحمر: تراجع بدني، هشاشة دفاعية، وغياب للشخصية، إضافةً إلى الجدل المتواصل حول إبقاء صلاح على دكة البدلاء.
وقال سلوت بعد المباراة: “الفرق أصبحت تعتقد أن بإمكانها الخروج بنتيجة حين تواجهنا”.
ليدز يوقظ إيلاند رود ويوقف اندفاعة تشيلسي
وفي مباراة أخرى بارزة، حقق ليدز يونايتد أحد أفضل عروضه هذا الموسم بإسقاطه تشيلسي في “إيلاند رود”، ليعرقل طموحات الفريق اللندني في الصراع على الصدارة.
المدرب دانييل فاركه، الذي يعيش ضغوطاً كبيرة ومرشح للإقالة، لجأ مجدداً إلى خطة 5-3-2 التي أظهرت فاعلية أمام مانشستر سيتي، فكانت النتيجة أداءً قوياً وتكتيكاً منضبطاً خنق هجمات تشيلسي رغم نسبة استحواذ بلغت 71% للضيوف.
ثنائي الأطراف جايـدن بوغل وغابرييل غودموندسون تألقا دفاعاً وهجوماً، فيما أظهر المهاجمان قدرة كبيرة على استغلال الكرات الطويلة وإرباك دفاع تشيلسي، الذي افتقد لاعبه الأهم في الارتكاز، مويسيس كايسيدو الموقوف، وهو ما زاد الفريق هشاشة.
إينزو ماريسكا أجرى خمسة تغييرات، لكن البدلاء لم يقدموا الإضافة المطلوبة، ما أثار مخاوف جديدة حول عمق الفريق وقدرته على الصمود في سباق اللقب وفي دوري الأبطال.
وقال ماريسكا تعليقاً على تراجع المستوى: “حين نغير بعض اللاعبين ينخفض المستوى، لأنهم عناصر مهمة مثل مويسيس وريس جيمس وفوفانا”.
انتصار ليدز أحيا آمال الفريق ورفع معنوياته قبل مواجهة ليفربول القادمة على الملعب ذاته، بينما ترك تشيلسي أمام جدول مزدحم وضغوط متزايدة على المدرب واللاعبين.



