ألمانيا.. لاجئون يلجؤون لشبكات التهريب للمّ شمل عائلاتهم

في الوقت الذي لا تزال الأبواب موصدة أمام الكثير من السوريين الراغبين في لم شمل عائلاتهم فضل البعض منهم اتباع طرق غير قانونية مكلفة محفوفة بالمخاطر. DW عربية التقت في برلين بأحد أعضاء شبكة تهريب وبشخص لجأ لهذه الطريقة.
يعيش سامر (اسم مستعار) وزوجته وطفلاهما منذ قدومهم إلى ألمانيا قبل حوالي سنتين ونصف في الحاضرة الألمانية برلين، حيث يتمتع بالأمن والاستقرار، اللذين عبر عنهما في حوار خاص بـDW عربية: “أشعر منذ قدومي إلى برلين بالراحة والطمأنينة بعيداً عن الحرب الطاحنة في وطني”.

تزايد تسلل اللاجئين إلى ألمانيا عبر قطارات السلع
ولكن ثمة ما كان ينغص على سامر حياته؛ ففي الوقت الذي نعم فيه بحياة مستقرة في شقة يتقاسمها مع أفراد عائلته، كان يعيش أخوه الأصغر، سعد (اسم مستعار)، لوحده في شوارع العاصمة اليونانية أثينا دون مكان يأوي إليه. وحول الحالة الصعبة التي عاشها سعد في شوارع أثينا قال لنا هذا الأخير واصفاً ما عاشه من صعوبات: “كنت أنام في الساحات العمومية في العراء، وكنا نفر كلما قدم رجال الشرطة الذين كانوا شديد القسوة نحو اللاجئين. لولا الحوالات المادية التي كانت تصلني من أخي سامر لمت جوعاً”. لقد كان سامر يتابع أخبار أخيه العالق في اليونان لحظة بلحظة كما كان يرسل له ما تيسر من المال حتى لا يعود إلى تركيا.

ضرب القانون عرض الحائط
كثيراً ما حاول سامر عبر محام تأمين طريقة شرعية لسفر أخيه إلى ألمانيا، إلا أن مساعيه باتت بالفشل. لم يكن سامر يثق في كلام الساسة بخصوص لم شمل الوافدين الجدد من السوريين، هذا ما جعله ينتهج طريقاً غير قانوني غير عابىء بالقوانين الألمانية الصارمة في هذا الشأن ويقول سامر في هذا الصدد: “أعلمني أخي أن هنالك مجموعات في أثينا تقوم بتهريب اللاجئين إلى ألمانيا وأن كثر منهم تمكن من الوصول إلى الأراضي الألمانية حيث التحقوا بأهاليهم”.

عقد الأخوان، اللذان فرقتهما الحرب، العزم على اللقاء من جديد والتغلب على التحديات القانونية وتحمل مخاطر المغامرة. وحول عملية تنسيق مغادرة اليونان نحو ألمانيا أفادنا سامر قائلاً: “جمعت المبلغ المالي المطلوب وأرسلته له حتى يتمكن هناك من خوض المغامرة التي كلفتني خمسة آلاف يورو”. كما علمنا من سامر أن التنسيق كان مع شخص عربي هنا في برلين التقاه وقدم له مبلغاً مالياً حتى تنطلق العملية في اليونان.

أثينا “تعج” بعصابات التهريب
يعتبر سعد نفسه من المحظوظين من بين السوريين، الذين أفلحوا في الفرار من الوضع المزري في اليونان والوصول إلى ألمانيا: “غالبية السوريين العالقين في اليونان لا يملكون المال وليس بمقدورهم دفع مثل هذه المبالغ الخيالية”. لولا تكفل سامر بهذه المهمة ووقوف بعض الأصدقاء الذين أقرضوه البعض من المال والنذر القليل مما إدخره لما تمكن سعد من الدخول في هذه المغامرة التي تكللت بالنجاح. وفي حديث خاص بـDW عربية يقول سعد حول مجموعات تهريب اللاجئين: “تعج مدينة أثينا بمجموعات التسفير نحو الدول الغربية، وغالبيتها مخادعة تأخذ الأموال ومن ثم تختفي عن الأنظار”.

سامر: تملكني الخوف خلال المغامرة التي استمرت ستة أسابيع
لقد كان سامر يتابع تحركات أخيه الأصغر في غابات اليونان وجبال البلقان الوعرة التي كانوا يعبرونها في ظلمة الليل الحالكة. ويقول سعد الشاب اليافع: “لقد كان الخوف ينتابني في كل مراحل السفرة التي دامت حوالي ستة أسابيع. لقد كنت ضمن مجموعة تتكون من ١٢ شخصاً بيننا عائلة ذات أطفال صغار ورضع، وكانت الغالبية من السوريين”. أما عن فرحة اللقاء بأخيه فيقول الشاب الوسيم والابتسامة مرتسمة على محياه: “لقد كانت فرحتي كبيرة حينما وصلنا في ظلمة الليل الدامس إلى برلين واجتمع شملي وأخي من جديد”.

من لاجئ إلى مهرب للاجئين
لم يكن لقاء نبيل (اسم مستعار) الشاب الثلاثيني بالأمر الهين. بعد أخذ ورد تمكنت DW عربية من فعلها وقابلت الشاب العربي اللبناني الأصل في إحدى المقاهي العربية في أحد أحياء العاصمة: “جئت إلى برلين طفلاً صغيراً مع عائلتي من لبنان إلى برلين حيث أقيم حتى الساعة”. اليوم تحول الشاب إلى مهرب للراغبين في القدوم إلى ألمانيا. وحول المهمة غير الشرعية التي يقوم بها قال نبيل هو يحتسي القهوة: “أقوم بهذا العمل منذ حوالي خمس سنوات. أنه عمل يدر علي أموال طائلة لا سيما خلال السنوات الأخيرة”.

 

 

 

 

 

 

dw

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى