منتخب اسرائيل يكسب “نقطة” وباريس تفوز بـ”كأس الأمن”
ماكرون وساركوزي وهولاند.. حضور سياسي أمني كروي
على الرغم من حدوث مناوشات خفيفة في مدرجات ستاد فرنسا الدولي بباريس، خلال مباراة فرنسا وإسرائيل في دوري أمم أوروبا، وصيحات الاستهجان ضد النشيد الاسرائيلي، إلا أن فرنسا نجحت إجمالاً في تأمين المباراة مقارنة مع أحداث العنف التي شهدتها أمستردام قبل أسبوع.
المباراة لم تكن قوية أو مثيرة كروياً، وشهدت أداء قوي من منتخب اسرائيل، وحالة أقرب إلى الاسترخاء من المنتخب الفرنسي تأثراً بالأجواء الأمنية التي سبقت المباراة ورافقتها، وانتهت بالتعادل السلبي، وهي نتيجة غير متوقعة قياساً بقوة المنتخب الفرنسي الذي يحتل المرتبة الثانية في التصنيف العالمي للفيفا، في حين يحتل المنتخب الإسرائيلي المركز 82 في التصنيف العالمي للمنتخبات.
بعيداً عن المباراة، ومن الناحية الأمنية التي كانت تشكل الهاجس الأكبر لفرنسا، مما دفع ماركرون، وساركوزي، وهولاند لحضورها، فقد اشتبك مشجعو إسرائيل مع الشرطة بعد اندلاع مناوشات في ستاد فرنسا وسط احتجاجات خارج الملعب بسبب السماح لإسرائيل باللعب، وهي احتجاجات نظمها أنصار غزة.
الشرطة السرية تتدخل
وخارج الملعب، حاصرت قوات الشرطة المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، لكن اندلعت مناوشات في المدرجات خلال المباراة، وشارك مشجعون يرتدون أعلام إسرائيل في مواجهات فضها ضباط فرنسيون سريون.
اندلعت اشتباكات بين المشجعين داخل الملعب، وحاول عدد كبير منهم الفرار من العنف.
أكبر عملية أمنية منذ أولمبياد باريس
وفي الليلة المحمومة، شهدت العاصمة الفرنسية أكبر عملية شرطية منذ الألعاب الأولمبية، بعدما تعهد إيمانويل ماكرون بأن البلاد لن تستسلم لمعاداة السامية، وتزايدت المخاوف بشأن المباراة بعد الهجمات التي شهدتها أمستردام الأسبوع الماضي عندما لعب فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي مع فريق أياكس.
وكان الرئيس الفرنسي ووزير داخليته برونو ريتيلو حاضرين في المباراة إلى جانب الرئيسين السابقين فرانسوا هولاند ونيكولا ساركوزي لإظهار التضامن.
وقال ماكرون لقناة “بي إف إم تي في” التلفزيونية الفرنسية قبل انطلاق المباراة: “لن نستسلم لمعاداة السامية في أي مكان، والعنف، بما في ذلك في الجمهورية الفرنسية، لن يسود أبدا، ولن يسود الترهيب”.
ومع ذلك، كان الملعب الذي يستضيف مباراة دوري الأمم الأوروبية فارغًا إلى النصف، ولم يصف المراسلون على الأرض أي مشاكل واضحة من جانب المتظاهرين المؤيدين لفلسطين خارج الملعب.
600 مشجع إسرائيلي.. تأمين فائق
تم نقل حوالي 600 مشجع إسرائيلي إلى الملعب في حافلات مستأجرة تحت حراسة الشرطة. وعلى الرغم من قلة الحضور، كان هناك حوالي 4000 ضابط شرطة في الشوارع المحيطة بالملعب إلى جانب 1600 فرد من أفراد الأمن.
ونظمت وقفات احتجاجية قرب “ملعب فرنسا” في منطقة سان دوني، ومدينة أوبارفيليي، للتنديد بالحرب على غزة ولبنان، حيث حاول بعض المتظاهرين الوصول إلى الملعب.
ومنعت الداخلية الفرنسية التجمعات حول “ملعب فرنسا” وحظرت رفع الأعلام الفلسطينية، مهددة المحتجين بغرامات مالية.