التعفيش بتوقيعهم… والفياجرا للأسد
التعفيش… مصطلحٌ يستخدم من “طرف ميليشيات الأسد”، الكلمة لا تحمل أي جذور عربية، بل تحمل معنى “سفالة” قائلها، ورضا “زعيم العصابة” عن “الكلمة” فضلاً عن رضاه “ممارسة الفعل التعفيشي”.
التعفيش باختصار هو السرقة.
منذ بداية حملات المداهمات على بيوت المدنيين إبان الحراك السلمي في ربيع العام 2011 انشغل الشباب الثائر وعائلاتهم، بل تعدى الأمر إلى عائلات الموالين في الاحتياط الأمني وفي المرتبة الثانية “إخفاء ما خف حمله” من مصاغ ونقود… والسبب بالطبع “التعفيش”.
درعا، حمص، داريا، وأخيراً حلب وبين كل هذا القائمة تطول عن عمليات “التعفيش” التي سادت بعد دخول “عصابات الأسد ومرتزقته” إلى تلك المناطق.
مجلس الشعب التابع لـ”نظام الأسد” سيطر على جلساته الأخيرة قضية “السرقات” في مدينة “حلب” بعد أن احتلتها عصابات “نظام الإجرام”.
حول “هوية المعفشين” دارت النقاشات في جلسات مجلس الشعب مؤخراً، حيث وصف النقاش بـ”الحاد”بحسب وسائل “إعلام النظام”، والأسئلة التي طرحت حول “تأخر الجهات المعنية في توقيفهم”.
صحيفة “صاحبة الجلالة” المحسوبة على “نظام الأسد” تناولت الموضوع ونقلت عن “أميرة ستيفانو”عضو مجلس الشعب عن مدينة حلب أن: (( لديها أغلب أسماء المعفشين والفصائل التي يتبعون لها )).
وبحسب الصحيفة فإن “ستيفانو” أبلغت أكثر من جهة حكومية عن عمليات تعفيش لمؤسسات الدولة بعد السيطرة عليها من قبل قوات النظام، وذكرت “ستيفانو” أن هذه الجهات لم تتحرك.
“صاحبة الجلالة” نقلت أيضاً عن “استيفانو” قولها: (( إن
أغلب سيارات التعفيش كانت تذهب إلى منطقة السلمية وما حولها )).
يأتي هذا الكلام بحسب “الصحيفة” رداً على اتهامات كان أطلقها أحد أعضاء مجلس الشعب والذي أشار في كلامه بأن التعفيش كان من قبل سكان مدينة حلب أنفسهم.
في الوقت الذي حاولت فيه “استيفانو” رد الاتهامات عن أهالي حلب في المناطق الموالية، تدخل “حسين حسون” وهو أحد “اعضاء المجلس” مطالباً بحسم الموضوع من خلال ما أسماه ” فتوى شرعية تحرم السرقة والتعفيش ونهب ممتلكات الغير”.
“حسون” طالب وزير الأوقاف بتعميم مثل هذه الفتوى، وتوجيه مديريات الأوقاف في المحافظات حتى تكون خطبة الجمعة القادمة حول هذا الموضوع… بحسب ذات الصحيفة أيضاً.
الصحيفة نقلت أيضاً عن عضو مجلس الشعب ” عبد الرزاق بركات” تنديده بما أسماه: (( التصرفات التي يقوم بها أولئك الأشخاص من سرقة ونهب وتعفيش للمنازل والمحلات أمام أعين أصحابها في الأحياء التي تم تحريرها ))، على حسب وصفه.
“بركات” طالب أيضاً بـ ( تشكيل دوريات مشتركة من الجيش والشرطة والأمن في مدينة حلب برئاسة ضباط يضربون بيد من حديد على كل من يتعدى على ممتلكات المواطنين ).
هذا الجدل الدائر في “أروقة مجلس التصفيق” هو الأول من نوعه، دون أدنى شك، وتثير مثل هذه”النقاشات” أسئلة كثيرة، وتحمل في طياتها اعترافات، أعتقد أنها تشفي الصدور، وتجيب عن الأسئلة المطروحة.
من وراء “التعفيش”؟ أين دور “الدولة أو الأمن”؟
لا ريب أن الإجابة حسمت لصالح غياب الدور الأمني، الأمر الذي يعني “انفلات أمني كبير” يعانيه “نظام العصابة”، بعد أن تحول رجالات الأمن والشرطة والجيش من “حماة للوطن” إلى “أداة لهدمه”، لتتأكد فرضية تحويل “الأسد” حاشيته ومحبيه إلى “أفراد عصابة” يقودها بنفسه.
قيادة الأسد للعصابة عبارة لا تصف الحقيقة بدقة، فالمراقب لحالات الاعتقال على الحواجز على سبيل المثال، وتزايد حالات الخطف وسط دمشق وحدها، يؤكد أن أعلى رتبة بين الضباط غير قادرة على كبح جماح “أدنى عنصر”.
الحلقة مفرغة… والدائرة تتوسع وتلف حبل المشنقة ببطء حول عنق “نظام مهترئ”، فهو إن تمكن من استعادة الأرض بمجهود “روسي” سيكون عاجزاً عن “ضبط الأرض” بمجهود “شخصي”.
المشهد السابق يذكرني بالرجل العجوز الذي أصابه “فتور جنسي” حدّ الإدمان على “الفياجرا”، إن تركها”هلك”، فكيف بالأسد بلا “طائرات موسكو” وتوجيهات “قم”… إنه يستعرض عضلات لكنه غير قادرٍ على الانتصاب على قدميه بلا “عكازات”.
الايام
الايام