فوقية وعنجهية واوهام بالسلطة بعد هروب المجرم بشار ودعمهم له … بيان الطائفة العلوية

 

في ظل التغيرات السياسية التي تشهدها سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، يبقى التساؤل حول دور الطائفة العلوية في المستقبل قائمًا. الطائفة العلوية، التي ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بالنظام السابق، لعبت دورًا مهمًا في قتل السوريين و دعم النظام وميليشياته خلال سنوات الحرب. ومع سقوط النظام، بدأت الطائفة تواجه تحديات كبيرة في كيفية تحديد مكانتها في سوريا القادمة، خاصة بعد الجرائم التي ارتكبتها قوات النظام والميليشيات الطائفية التي كانت جزءًا منها.

أصدرت مجموعة من أبناء الطائفة العلوية بيانًا موجّهًا إلى الشعب السوري، يهنئون فيه بانتصار الثورة على النظام السابق. البيان، الذي وُصف بـ”الجريء”، صدر عن “أبناء سوريا من العلويين في الوطن والمهجر”.

البيان أثار جدلاً واسعًا، حيث اعتبره البعض متسمًا بلغة تعالٍ وعنجهيّة وعدم الفهم بأن عهدهم انتهى ، خاصة في ظل الظروف الحساسة التي تمر بها البلاد. هذا الشعور بالتعالي قد يُعزى إلى محاولة المجموعة التأكيد على دور الطائفة العلوية في المرحلة المقبلة، وربما السعي لضمان مكانة معينة في مستقبل سوريا السياسي.

من جهة أخرى، يرى البعض أن البيان يعكس مخاوف الطائفة من عمليات انتقام محتملة أو تهميش بعد سقوط النظام الذي ارتبط بها لعقود. ورغم محاولات السلطات الجديدة إرسال تطمينات للأقليات الدينية، إلا أن القلق لا يزال يسيطر على العديد من أبناء الطائفة.

 

في هذا السياق، دعا بعض شيوخ الطائفة العلوية إلى الوحدة الوطنية ونبذ الفتن، مؤكدين على أهمية التعايش السلمي بين جميع مكونات الشعب السوري. هذه الدعوات تهدف إلى تهدئة الأوضاع وتجنب أي تصعيد قد يؤثر سلبًا على استقرار البلاد.

من المهم في هذه المرحلة الحرجة أن تتكاتف جميع الأطياف السورية لبناء مستقبل مشترك، بعيدًا عن لغة التعالي أو الإقصاء، لضمان تحقيق العدالة والمساواة للجميع.

وصف العنجهية واللغة الفوقية التي اتسم بها البيان الأخير الصادر عن بعض أبناء الطائفة العلوية، يكشف عن تناقض صارخ بين محتواه وموقع الطائفة في المشهد السوري اليوم. رغم انتهاء دورها السياسي والعسكري بعد سقوط المجرم بشار، لا يزال بعض أبنائها يحاولون تبني لغة تعكس “تفوقًا مزعومًا”، متجاهلين واقعًا يحمّلهم، كطائفة، مسؤولية تاريخية لدعمهم النظام ومشاركتهم المباشرة أو غير المباشرة في جرائم الحرب ضد الشعب السوري.

…………………………………………….

يظهر البيان وكأن الطائفة ما زالت صاحبة الكلمة العليا في تحديد مستقبل سوريا، في حين أن النظام الذي ارتبطت به انهار بفعل ثورة شعبية رفضت الظلم والقمع الذي مارسته الميليشيات الطائفية، بما فيها عصابات الأسد وشيعة حزب الله المدعومة إيرانيًا.

كما يحاول البيان المراوغة والابتعاد عن الاعتراف بالجرائم التي ارتُكبت، وكأن الطائفة كانت مجرد مراقب للأحداث، بينما الحقيقة أن شريحة واسعة منها انخرطت في قمع الثورة ودعمت آلة الحرب التي أحرقت البلاد.

الطائفة العلوية، التي دعمت بشار الأسد على مدار سنوات، استخدمت خطابًا طائفيًا بحتًا لتبرير قمع الثورة. وتورط أبناء الطائفة في الانخراط في الميليشيات المسلحة التي قتلت السوريين وساعدت حزب الله الإرهابي في تحقيق أهدافه في سوريا، من تهجير السكان إلى محاولات التغيير الديموغرافي في المناطق الثائرة.

انتهاء دورهم :

مع سقوط الأسد، انتهى عمليًا الدور السياسي الذي كان يُمنح للطائفة كمكون يحظى بمزايا السلطة. التحولات التي طرأت على المشهد السوري تعكس بوضوح أن الطائفة فقدت أي تفوق مزعوم، وأن مستقبل سوريا لن يُكتب وفق إرادتها أو مصالحها، بل وفق إرادة الشعب الذي ثار ضد النظام وضد هيمنتها الطائفية.

وحسب نشطاء وتعليقات على صفحات x قال البعض : في سوريا المستقبلية، سيكون من الضروري أن تقيم الطائفة العلوية موقفها وتعترف بدورها في الماضي، لتتمكن كغيرها من لعب دور إيجابي في إعادة بناء البلاد. إذا اختارت الطائفة الابتعاد عن الانقسامات الطائفية وركزت على التعايش الوطني والمصالحة مع باقي مكونات الشعب السوري، يمكن أن تساهم بشكل فاعل في استقرار سوريا وتحقيق العدالة.

على الرغم من المخاوف التي قد يواجهها أبناء الطائفة من الانتقام أو التهميش، فإن استعادة الثقة مع بقية فئات المجتمع السوري تتطلب الاعتراف بالأخطاء والمشاركة في عملية العدالة الانتقالية.

من أجل أن تكون الطائفة العلوية جزءًا من سوريا الجديدة، سيكون من الضروري أن تتخلى عن الولاءات الخارجية، مثل تلك التي كانت تربطها بإيران وحزب الله، وأن تركز على تعزيز الانتماء الوطني المشترك. وفي الوقت نفسه، يجب أن تسهم في إعادة بناء النسيج الاجتماعي السوري من خلال المشاركة في الثقافة والتعليم والفن، بعيدًا عن الخطاب الطائفي الذي ساد في ظل النظام. إذا تمكنت الطائفة من تجاوز هذه التحديات وابتعدت عن خطاب التعالي، فإن لها دورًا في بناء سوريا المستقبل، قائمة على العدالة والمساواة بين جميع أبنائها.

 

 

 

 

مصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى