نديم قطيش.. هل يجرؤ على الاعتذار … راشد عيسى
لا بد من الاعتراف بأن نصف نجاح الإعلامي اللبناني نديم قطيش في برنامجه “D N A” يعود إلى جرأة الموقف (والتموضع) السياسي قبل أي شيء. جمهوره، على الأرجح، هم من مؤيدي خطه السياسي سلفاً، وهذه مشكلة إعلامية فادحة، إذ يفترض بالبرنامج أن يتوجه إلى عموم الناس، لا إلى فئة، ولعل “D N A” جلّ همّه، إن توجّه إلى الفئة الأخرى أن يغيظها، يسخر منها، لا أن يناقشها.
في حلقة أطلق عليها اسم “سيد الشتيمة” يحاجج الرجل بخصوص الضربة التي وجهت لمجلس عزاء في صنعاء. ينكر أن يكون التحالف قد قام بالضربة، وحجّته (ما معناه) “لو حدث ذلك فعلاً لكان أولى أن تقصف طائرات السعودية الخيمة التي يحتفل فيها أنصار نصر الله في لبنان”، والحجة الثانية أن التحالف قد وعد بتحقيق مستقل، الأمر الذي لم يكن نصر الله ليوافق عليه في كل الجرائم والانتهاكات التي جرت في لبنان.
كانت حجج قطيش أضعف ما في الحلقة، ولا داعي لمناقشة أي هزال كانت عليه، ما دام التحالف نفسه اعترف بأن الضربة كانت نتيجة خطأ معلوماتي.
فهل يمتلك قطيش جرأة الاعتذار، أم أنه سيستخدم الاعتذار كحجة لكيد الخصوم “انظروا إننا نضرب ونقتل ونستطيع أن نعتذر”!
إنها فرصة أيضاً لمراجعة قطيش للبرنامج برمته، “البادي لانغوج” المكرور، لغة الردح، والأهم من كل ذلك، أن يكفّ عن التماهي، أن يتوقف عن أن يكون ملكياً أكثر من الملك.
لشدّ ما أعجبنا بجرأة قطيش وهو يقدم برنامجه من بيروت، كان رائعاً بالنسبة لنا أن يتحدث هذا الصوت الحرّ، ابن الطائفة الشيعية (ولا بدّ أن نقولها هنا إعجاباً بمن لا يحتمي بالطوائف)، وهو تحت قناصات “حزب الله” وكواتم الصوت، بتلك الجرأة، أن يقول كل ما قاله.
نديم قطيش، كنّا نحبك يوم كنت هناك، في بيروت.
القدس العربي