الإمارات التي تفاجئنا .. الجزيرة معادية للسامية .. د. عوض السليمان*
في الشهر السابع من العام الماضي طلبت وزارة الخارجية الإماراتية من مواطنيها عدم لبس الزي التقليدي عند سفرهم إلى الدول الأجنبية، وعدم التحدث بالعربية إن أمكن أيضاً، ومع كل المهانة والذل اللذين في هذا الطلب إلا أن الخارجية الإماراتية لم تستح أن تنشره وتفاخر به.
تفاخر الإمارات أيضاً بمساعدتها “لحفتر” لاحتلال ليبيا، وتعتز بأنها ساهمت في انقلاب السيسي ضد الشرعية في مصر، ولا تستح من تآمرها على قطر وتركيا وحماس وعلى الشعب السوري أيضاً.
وبلغ بها الأمر أن تعلن أن حماس منظمة إرهابية، وبكلمة أوضح، فإن حماس إرهابية لأنها تحارب الكيان الصهيوني، بما يعنيه أن “إسرائيل” هي ضحية هذا الإرهاب.
في شهر حزيران الماضي، فاجئنا السيد أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية عندما اعترض على طلب قطر المساعدة من تركيا، على اعتبار أن تركيا دولة غير عربية.
والعجيب في المسألة أن حكومة الإمارات نفسها ناهيك عن أرضها واقتصادها وأبراجها تتوسل الحماية الأمريكية والصهيونية والإيراينة كل يوم، بل إنك لن تسمع في وسائل إعلام الإمارات أي حديث بل أي إشارة للجزر العربية التي احتلتها إيران. ولن تلحظ أي نقد لسياسيات واشنطن وتل أبيب الإجرامية.
ثم تأتيك المفاجأة الكبرى عندما تعلم أن قرقاش أرسل قبل عدة أيام، رسالة للأمم المتحدة يطالب فيها بإغلاق قناة الجزيرة، وتكمن المفاجأة في السبب، إذ أوضح الوزير بأن هذه المحطة تعادي السامية، وهو يقصد في الحقيقة معاداة الصهيوينة.
بلغة أخرى عرف الوزير أن المحطة تعاديه وتعادي حكومته، واللبيب من الإشارة يفهم.
رئيس التحرير