فازت مدينة فيرداو في ولاية ساكسونيا الألمانية بجائزة لإدارتها شبكة عمل ناجحة لتشجيع الاندماج منذ سنوات عديدة وذلك عن طريق تسهيل دخول اللاجئين والمهاجرين إلى الحياة المهنية.

وفازت مدينة فيرداو في ولاية ساكسونيا بجائزة (UNTERNEHMER-PREIS DES OSTDEUTSCHEN SPARKASSENVERBANDES 2018)، وتعني “جائزة الأعمال المقدمة من اتحاد بنك شباركاسه في شرق ألمانيا”، وذلك ضمن مستوى البلديات الألمانية، حيث تمنح هذه الجائزة السنوية للإنجازات المتميزة في ألمانيا الشرقية من قبل مجلة “Super Illu” جنباً إلى جنب مع بنك شباركاسه في ولايات شرق ألمانيا، وفق موقع (مهاجر نيوز).

وفي حديث لوكالة سبوتنيك- ألمانيا يقول محافظ المدينة شتيفان شارنيكي “حصلنا على الجائزة لتقديمنا النموذج الأفضل في عملية الدمج المجتمعي”. ويضيف “استغرق منا بناء هذه الشبكة المجتمعية قرابة أربع أو خمس سنوات”. وتتكون الشبكة من بلدية فيرداو نفسها بالتعاون مع النوادي والجمعيات والكنائس والشركات ومؤسسات التدريب والعديد من المتطوعين، حيث يحاول هذا التجمع تنسيق وتنظيم ومتابعة الاندماج” في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 21000 نسمة.

هذا التنسيق والتعاون أدى إلى تمكن هذه المؤسسات من تقديم تأهيل مهني لحوالي 50 شخصا من أصول مهاجرة، كما تم تقديم مساعدات مرافقة وترجمة للاجئين من أجل مراجعة الدوائر الحكومية المختصة، بالإضافة إلى قيام عائلات من المدينة بالمساعدة والعناية بأسر لاجئة.

مقر اللجوء في وسط المدينة
ووفقا للمحافظ فإن مركز استقبال اللاجئين موجود في وسط المدينة منذ أوائل التسعينات، وهو على بعد كيلومتر واحد من قاعة البلدية. ويقول:” في فترة من الفترات ارتفعت أعداد اللاجئين القادمين إلى المدينة بشكل متزايد وهو ما أدى إلى وجود حاجة مجتمعية لتطوير برامج دعم للاجئين القادمين وذلك كان ميلاد مشروع الاندماج الخاص بمديتنا”.

ويوضح شارنيكي: “أولا وقبل كل شيء نحاول مساعدة أولئك الذين يحتاجون إلى تلقي مساعدة ودعم، لأن قدرتنا على تقديم الدعم تبقى محدودة وليست واسعة النطاق”، لهذا السبب قلنا: أولاً، سنهتم بأولئك الذين هم بحاجة لمساعدة، ويبحثون عنها، ويمكن أن يكون لذلك تأثير الدومينو، والذي قد يصل بشكل إيجابي لمهاجرين آخرين.

البحث عن متدربين من فيتنام

أحد دور المسنين التابع للشبكة والذي يعنى كذلك بتدريس الإسعاف الأولي يبحث حاليا عن متدربين من آسيا، ويفضل أن يكونوا من فيتنام”، حيث تعمل دار المسنين على رعاية المتدربين القادمين وتوفر لهم دورات تعليمية للغة الألمانية وتعاونهم على اتمام إجراءاته لدى السلطات المختصة في كل ما يتعلق بشروط الإقامة والتسجيل والسكن.

وعن هذا يقول شارنيكي: نحن نحاول ببساطة التمتع بمزايا المدينة الصغيرة والتي تتلخص بطرق قصيرة من أجل إنجاز العمل، هذا يعني، نحن نقوم بتبادل المعلومات داخل الشبكة الخاصة بنا، ونحدد أسماء الأشخاص من طالبي اللجوء ونعمل على إنجاز باقي المهام.

ويذكر المحافظ إحدى نماذج الاندماج الناجحة ويقول ” لدينا طالب يدرس طب أسنان في العشرينات من عمره، من منطقة الشرق الأوسط، تمكن هذا الشاب من تعلم اللغة الألمانية بسرعة. بعد ذلك بثلاثة أشهر، تولى بالفعل مهمة الترجمة الفورية ومساعدة اللاجئين الجدد من منطقته. وهو يحظى بشعبية كبيرة ومن ضمن أعماله المفضلة إصلاح الدراجات في فترات الصباح وحتى الظهيرة في المدينة في ورشة تصليح تابعة للبلدية.

أزمة اللاجئين في عام 2015

وأشار المحافظ إلى أزمة اللجوء في عام 2015، حيث أبدت المدينة استعدادات جيدة في ذلك الوقت، وذلك بفضل وجود شبكة اندماج خاصة في المدينة ناشطة بالفعل. ويقول المحافظ “بفضل الشبكة، تمكنا من التعامل مع الوضع بشكل جيد، قمنا بإشراك طالبي اللجوء بدورات تعليمية، وفتحنا دورات اندماج في وقت مبكر، “لقد كان ذلك ناجحاً للغاية”.

مشروع الاندماج هذا فريد من نوعه في شرق ألمانيا. من المؤكد أن بلدة صغيرة لديها طرق عمل أبسط وأسهل قليلا مقارنة بالمدن الكبيرة، إلا أن هذا المشروع قابل للتطبيق أيضا بحسب المحافظ. المهم هو الحفاظ على عملية تواصل بين المدينة والمؤسسات المجتمعية فيها. وبالتأكيد النموذج التي قامت به مدينة فيرداو قادر على أن يلهم مدن ألمانية أخرى لتطبيقه.