ستظهر بعد تلقيح الملايين | لماذا الأعراض الجانبية للقاح كورونا ستكون أمرا جيدا؟

قال خبراء في مجال الصحة إن الآثار الجانبية المحتملة النادرة وطويلة الأمد للقاح فيروس كورونا قد تظهر -وربما لا- بعد أن يتم تلقيح ملايين الأشخاص.

وشدد متخصصون في حديث نقلته مجلة “نيوزويك” الأمريكية على أن فوائد التطعيم ضد فيروس أودى بحياة 1.4 مليون شخص حول العالم تفوق بكثير المخاطر المحتملة.

وفي عام 2021، سيتم تطعيم مئات ملايين الأشخاص ضد فيروس كورونا، وسيعتمد نجاح حملة التطعيم بشكل كبير على ثقة الجمهور في أن اللقاحات ليست فعالة فحسب، بل آمنة أيضاً.

ولبناء هذه الثقة تقع مسؤولة كبيرة على عاتق المجتمعات الطبية والعلمية للانخراط في مناقشات صعبة مع الجمهور حول الآثار الجانبية المؤقتة لهذه اللقاحات.

وقبل يومين دخلت المملكة المتحدة التاريخ من خلال كونها أول دولة غربية ترخص لقاح فيروس كورونا، وأعطت الضوء الأخضر للقاح فايزر للتلقيح ابتداء من أوائل الأسبوع القادم. أما في أمريكا فقد تقدمت شركتا فايزر وموديرنا بطلب إلى دائرة الغذاء والدواء الأمريكية للحصول على تصرح باستخدام اللقاح في الحالات الطارئة.

لكن ما هي الآثار الجانبية للقاحات فيروس كورونا؟

تنقسم الآثار الجانبية لأي لقاح إلى فئتين، الآثار الخفيفة قصيرة المدى التي تتلاشى في غضون أيام، وآثار جانبية شديدة، مثل الحساسية أو أمراض المناعة الذاتية. بشكل عام تظهر معظم الآثار الجانبية في غضون شهرين بعد أخذ الشخص للقاح، ما يعني أن أي شيء خطير من المحتمل أن يظهر في التجارب الحالية، وفقاً لما قاله الخبراء لمجلة نيوزويك.

وتشمل الآثار الجانبية قصيرة المدى للقاح موديرنا وجعاً في موقع الحقن، وتعب عام، وآلاماً في العضلات والمفاصل، وصداعا. كما أبلغت شركة فايزر/ بيوتنيك عن الصداع والتعب كأعراض جانبية شائعة. كما أن آسترازينكا لها نفس الآثار بالإضافة للشعور بالحمى، وهذه علامات مرحب بها لأنها دليل على أن الاستجابة المناعية للجسم قد بدأت.

ماذا نعرف عن الآثار الجانبية طويلة المدى أو النادرة؟

تنقل المجلة على لسان الخبراء قولهم إنه من المحتمل ظهور آثار جانبية طويلة المدى بعد تلقيح ملايين الأشخاص.

وقال ويليام موس، مدير المركز الدولي لإتاحة اللقاح في كلية جونز هوبكنز، إن هذه الآثار لن تكون معروفة، ولهذا السبب سيراقب العلماء والمصنعون والمسؤولون الآثار الجانبية بعد طرق اللقاحات. وقال مساعد وزير الصحة السابق في عهد الرئيس باراك أوباما هوارد كوه “إن رصد هذه النتائج والإبلاغ عنها أمران حاسمان لضمان الثقة في أي لقاح”.

وقال بيتر تشين هونغ اختصاصي الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا ” قد تكون بعض الآثار الصحية الضارة التي لوحظت ناتجة عن الصدفة وليست مرتبطة باللقاح”.

وقال آل إدواردز، أستاذ مساعد في قسم الصيدلة بجامعة ريدينغ “لا تزال هناك أمور مجهولة وغير معروفة” ويمكن أن تكون بمثابة مفاجآت، ولكن بشكل عام اللقاحات لن تكون أكثر أماناً مما هي عليه الآن، لأن العلم اليوم أفضل بكثير في التصنيع المتقدم لجعل اللقاحات نظيفة ومضبوطة ونقية للغاية في التحضير والتحزين والتوزيع والإدارة”.

لذا فلنكن واضحين، يجب أن تتوقع أن تشعر بالألم في موقع الحقن في اليوم الذي يلي التطعيم، كما يجب أن تتوقع بعض الإحمرار والتورم، وتتوقع أن تشعر بالإرهاق والتعب بشكل عام لمدة يوم أو يومين. كل هذه الأشياء طبيعية ومتوقعة وحتى مقصودة، لأنها علامات تعني أن اللقاح يقوم بمهمته وهي تدريب جهاز المناعة لديك على الإستجابة ضد فيروس كورونا لحمايتك في المستقبل.

وقال إدوارد هاتشينسون، وهو عالم في مركز أبحاث الفيروسات بجامعة جلاسكو “لقد تم ترخيص اللقاح لأن فوائده أثبتت أنها تفوق مخاطره، ونحن نعلم أن مخاطر لقاح فيروس كورونا قليلة جداً لدرجة أنها لم تسبب مشاكل خطيرة لآلاف المتطوعين”.

وحتى أولئك غير المعرضين للأعراض الخطيرة من فيروس كورونا مثل الشباب، والذين لا يعانون من المشاكل الصحية يجب عليهم التفكير في الحصول على التطعيم. وأضاف هاتشينسون “التطعيم هي الطريقة الوحيدة للسيطرة على انتشار هذا الوباء بينما نعود لعيش حياتنا بشكل طبيعي مرة أخرى”.

 

 

 

 

المصدر 1
المصدر 2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى