أصدر تجمع أبناء الساحل السوري، اليوم الخميس، بيانًا موجهًا إلى أبناء الطائفة العلوية، دعا فيه إلى الاصطفاف مع إرادة الشعب السوري، بعيدًا عن سياسات التفرقة والضغينة التي زُرعت على مدى سنوات.

وأكد البيان أن سوريا شهدت ظروفًا قاسية هجّر فيها الملايين، داعيًا إلى توحيد الصفوف لتحقيق الاستقرار ونبذ الصراع. وحثّ العلويين على مطالبة أبنائهم في الجيش السوري بالعمل على تحييد النظام وحاشيته الذين دمروا البلاد وفرّقوا أبناءها.

البيان نصًا

إلى أهلنا السوريين العلويين،
نحن أبناء سوريا، من الساحل السوري ومن جميع طوائفه، نتوجه إليكم في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ بلدنا. نتوجه إليكم كأبناء وطن واحد، ووجع واحد، وأمل واحد، يجمعنا التاريخ والمصير المشترك.

نخاطبكم اليوم بقلوب صادقة، دافعها الحرص على مستقبل بلدنا ومستقبل شعبنا الذي عانى مرارة الاستبداد والخوف والذل والقهر على يد عائلة اغتصبت الحكم ولم ترعَ لأبناء شعبنا حرمة.
نخاطبكم في هذه الأوقات، مؤكدين أن ما يجمع السوريين كأبناء هذا الوطن أكبر وأعمق من أي خلاف أو تفرقة مهما كان منبتها.

لقد مرت سوريا خلال السنوات الماضية بظروف قاسية ومؤلمة تركت أثرها على الجميع دون استثناء، وكانت دماء السوريين وأرواحهم هي الثمن الأغلى. ونحن نعلم أنكم، كجزء أصيل من نسيج هذا الوطن، قد عانيتم كما عانى باقي السوريين من ويلات هذه الأزمة.

إننا اليوم ندعوكم إلى الوقوف مع إخوتكم وأخواتكم من الشعب السوري، بعيدًا عن السياسات التي فرقت بينكم وزرعت الحقد والضغينة.
نحن على يقين أن بشار الأسد ونظامه لا يمثلكم، وهو لا يمثل سوى مصالحه الضيقة التي دمرت البلاد واستنزفت ثرواتها ومستقبلها ومستقبل أبنائها.

ندعوكم اليوم إلى مطالبة أبنائكم المنخرطين في الجيش السوري بالعمل على تحييد الأسد وحاشيته وإبعادهم عن البلاد بكل الوسائل الممكنة.
ندعوكم، وكلنا إيمان، أن تتخذوا خطوة تنقذ سوريا من المجهول ومن أنياب الذئاب الكثيرة حولها.

ندعوكم يا أهلنا السوريين المنخرطين في الجيش، وخاصة من أبناء الطائفة العلوية، إلى منع إرسال أبنائكم إلى القتال ضد إخوتهم السوريين في باقي مناطق سوريا، حيث لا هدف لذلك سوى الحفاظ على كرسي بشار الأسد.
ندعوكم إلى المطالبة بحقكم في الحفاظ على أرواح شبابكم، من خلال ممارسة العصيان المدني السلمي في ساحات المدن الساحلية، والطلب من الأسد تسليم السلطة فورًا إلى مجلس حكماء ينقذ البلاد من الخطر القادم.

إننا نؤمن أن مستقبل سوريا يكمن في وحدتها، وأن خلاصنا لا يكون إلا بتكاتف جميع السوريين دون استثناء، بغض النظر عن طوائفهم أو انتماءاتهم.
نحن شعب واحد، مصيرنا واحد، وأملنا واحد في بناء دولة حرة، عادلة، تحفظ حقوق جميع مواطنيها وتصون كرامتهم.

نناشدكم أن تكونوا صوت الحق والعدالة، وأن تضعوا يدكم بأيدينا لنبني معًا مستقبلًا لأبنائنا وأجيالنا القادمة، بعيدًا عن الظلم والاستبداد.

عاشت سوريا حرة أبية، وعاش الشعب السوري حرًّا كريمًا.
تجمع أبناء الساحل السوري
٥-١٢-٢٠٢٤ اللاذقية

هروب جماعي “للعلويين” من حمص مع تقدم هيئة تحرير الشام