“قسد” توسع انتشارها في دير الزور وسط مخاوف سورية من تقسيم المنطقة
تطورات متسارعة في المشهد السوري: انسحابات وتغيرات ميدانية
تطورات متسارعة في المشهد السوري: انسحابات وتغيرات ميدانية
شهدت الساحة السورية تطورات لافتة اليوم الجمعة، مع إعلان مجلس دير الزور العسكري، المنضوي تحت مظلة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، عن انتشار قواته في المناطق الواقعة غرب نهر الفرات بمحافظة دير الزور. جاء ذلك بعد انسحاب قوات النظام والمليشيات الإيرانية من مواقعها.
وأكد المجلس في بيان أن “مقاتلي مجلس دير الزور العسكري انتشروا في المدينة وغرب الفرات”، وذلك بالتزامن مع إعلان “المرصد السوري لحقوق الإنسان” انسحاب قوات النظام والمليشيات الإيرانية من مناطقها في دير الزور، المحافظة الحدودية مع العراق ذات الغالبية العربية.
تطورات على الحدود الجنوبية
في جنوب البلاد، أفادت تقارير إعلامية بسيطرة الثوار على المعبر الحدودي مع الأردن.
تصريحات رسمية وتحذيرات من التقسيم
علق وزير الخارجية السوري، بسام صباغ، على التطورات قائلاً إن الجيش السوري اضطر إلى تنفيذ تكتيكات لإعادة التموضع والانتشار، مشيراً إلى أن هذه التهديدات “لا تستهدف أمن سوريا وحدها، بل أمن المنطقة بأكملها”. وخلال مؤتمر صحفي في بغداد مع نظيريه العراقي والإيراني، اعتبر صباغ أن “التدخلات الإقليمية والدولية” تسعى إلى تقسيم جديد للمنطقة.
الدعم الإيراني يتزايد
في ظل هذه المستجدات، أكد مسؤول إيراني أن طهران سترسل المزيد من الصواريخ والطائرات المسيّرة إلى سوريا، إلى جانب مستشارين عسكريين لدعم النظام، في مواجهة التقدم السريع لقوات المعارضة باتجاه الجنوب، لاسيما نحو مدينة حمص.
وتبرز أهمية حمص كموقع استراتيجي، حيث يُمكن تحريرها من قطع العاصمة دمشق عن الساحل السوري المطل على البحر المتوسط، حيث تتمركز الطائفة العلوية وحلفاء النظام الروس.
تقدم المعارضة وغياب الدعم للنظام
أفاد مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، رامي عبدالرحمن، بانسحاب قوات النظام من مدينة حمص باتجاه طريق حمص-طرطوس الدولي، دون دعم من “حزب الله” أو الميليشيات الإيرانية، تزامناً مع تقدم قوات المعارضة بقيادة “هيئة تحرير الشام”.
إلا أن وزارة دفاع النظام نفت هذه المزاعم، مشيرة إلى استمرار تواجد قواتها في المدينة.
تحركات “قسد” ومبادرة للحوار
في تطور موازٍ، أعلن قائد قوات “قسد”، مظلوم عبدي، استعداده للحوار مع “هيئة تحرير الشام”، مشيراً إلى أن تقدم الفصائل المعارضة فرض واقعاً سياسياً جديداً في البلاد. كما أعرب عبدي عن رغبة قواته في حل الخلافات مع تركيا عبر الحوار.
استعدادات إسرائيلية وموقف روسي
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي تعزيز قواته الجوية والبرية في مرتفعات الجولان، مؤكداً استعداده لمختلف السيناريوهات.
في المقابل، نصحت السفارة الروسية في دمشق رعاياها بمغادرة البلاد عبر الرحلات التجارية، وفقاً لما نقلته وكالة “تاس” الروسية.
خاتمة المشهد
تشير هذه التطورات المتسارعة إلى إعادة تشكيل موازين القوى على الأرض في سوريا، وسط تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية، مما يفتح الباب أمام تغيرات جذرية في المشهد السياسي والعسكري خلال الفترة المقبلة.