اكتشاف طلسم العقرب المفقود من 1500 سنة في حمص
هذا الطلسم الذي شغل الرحالة والمؤرخين العرب طوال قرون من الزمن أن في مدينة بالشام تسمى حمص طلسما ورصدا للعقارب يمنعها أن تدخل مدينة حمص أو تعيش فيها بل وضع لافتة على مشارف المدينة تقول: ممنوع اقتراب العقارب من المدينة …اكتشاف طلسم العقرب المفقود من 1500سنة في حمص خطر الموت. بل أن هذا الرصد حجب العقارب أن تدنو من أحلامهم خلال النوم فكان أهل حمص ينامون بأمان واطمئنان من العقارب فلا يخافون لسعها ولا سمها ولا غدرها.
كتب المؤلفون عن هذا الطلسم الغرائب والأساطير والعجائب وهيج قريحة أقلامهم وآثار خيالهم دون أن يهتدوا إليه أو أن يراه أو يشاهده أحدا منهم وإنما جميعهم نقل أخباراً عنه قيلا عن قال، والغريب أن بعضهم نقل خبره عن أهل حمص لكن لم يقل أحد أنه شاهده بعينه، ولا أبالغ إن قلت أن معظم كتب التراث العربي ذكرت هذا الطلسم منذ بداية القرن الثاني الهجري في كتاب الحيوان للجاحظ ثم تبعه ابن الفقيه الهمذاني وابن حوقل والمقدسي القرن الثالث والرابع ثم الزمخشري وابن الأثير والثعالبي والإدريسي في القرن السادس وياقوت الحموي والإبشيهي وابن شحنة وابن الوردي والقلقشندي والهروي في القرن السابع والثامن والتاسع ثم النابلسي في القرن العاشر وأخيرا وليس آخراً أوليا جلبي ووصفي زكريا في القرن الحادي عشر الهجري.
هذه القائمة الطويلة من الكتاب الذين اطلعت على كتبهم وغيرهم ممن لم أطلع عليها تعطي لهذا الطلسم أهمية كبيرة ومكانة عظيمة في ذاكرة الناس، فمنهم من وصفه بأن نصفه عقرب ونصفه إنسان، ومنهم من قال: إن طينه يشفي من لدغ العقرب والحية بل بالغ كثير منهم، فاعتقد أن تربة مدينة حمص تشفي من سم العقرب بل جنح الخيال بآخرين، فقال إن العقرب لا يقرب الحمصي في السفر ولا يتجرأ أن يدنو من ملابسه وأغراضه … فسبحان الله في خلقه … على أية حال إن صدقت هذا الكلام أم لم تصدقه فاعمل بالمثل القائل ” صيت غنى ولا صيت فقر ” ولم ينافسنا من مدن الشام على طلسم العقارب سوى مدينة المعرة التي تنافسنا أيضا على ضريح الصحابي الخليفة الأموي الزاهد العادل عمر بن عبد العزيز …اكتشاف طلسم العقرب المفقود من 1500سنة في حمص
رغم كل هذا الكلام العجيب عن الموضوع، وأهل حمص كما يقولون ” مانن هون ” ولم يدروا بطلسمهم الخطير، ولم يروه ولم يعرفوا له طريق رغم أن كلام المؤلفين كان واضحاً ومحدداً ” طلسم العقارب موجود على جدار المدخل القبلي لجامع حمص ” كل العالم كان يعرف مكانه وأهل حمص لا يعرفون حتى عندما حضر وصفي زكريا إلى المدينة يبحث عن الطلسم لم يجد أحدا فيها يرشده إلى الطلسم، ولا مؤرخ حمص الشهير الخوري أسعد، فقيل له أن الطلسم كان على جرن حجري بجانب مدخل جامع الدالاتي ثم اختفى، وبعضهم قال هو نقش على ناووس حجري في باحة الجامع الكبير، فضاع وصفي هذه المتاهات وعاد خالي الوفاض.
ويبدو أن الحماصنة كانوا ماهرين لدرجة خارقة في إخفاء طلسمهم عن العالم وحتى عن أنفسهم في محاولة حثيثة لحمايته من التخريب والطمس والسرقة حتى لا يوظف هذا أعداء المدينة، والطامحين في السيطرة عليها فيهيجوا العقارب على أهل المدينة …
استمر هذا الغموض والخفاء الغريب حتى عام 2009م وكان مجلس مدينة حمص يقوم بقمع وتسوية مخالفات تجاوز المحال والداكين على الأرصفة والشوارع والجدران الجانبية وإعادتهم إلى داخل دكاكينهم، فضبضب الباعة حوائجهم وبضائعم المنشورة على الأرصفة وأزالوا لوحاتهم وبسطاتهم عن الجدران وبدت جماليات الأسواق، فكان من أهم نتائج انجازات مجلس المدينة الكثيرة والباهرة في هذا المجال هو كشف مكان طلسم العقرب الحمصي وإماطة اللثام عن أسرار اختفاءه الغامض منذ أكثر من 1500عام .
طلسم العقرب في حمص وكباحث أثار اهتمامي كثيرا منذ سنوات منذ قرأت عنه، وبحثت عنه في مداخل الجامع النوري الكبير، وجدرانه وسألت عنه كثير من أهل الخبرة وكبار السن دون جدوى، ولكن لم يتسلل اليأس إلى نفسي فكنت كلما مررت في سوق النوري المسقوف فتشت عنه حتى في المدخل القبلي ( الجنوبي ) للجامع الكبير إلى تكللت جهودي بالنجاح، وكانت فرحتي عارمة ورقص قلبي طربا وأنا أشاهد لأول مرة ” طلسم العقرب ” الجميل في حمص اكتشاف طلسم العقرب المفقود من 1500سنة في حمص
فتناولت جهاز التصوير وأخذت صوراً كثيرة للطلسم والمدخل والجدران لتوثيقها وحفظها للذاكرة الثقافية الحمصية …
ورغم استغرابي الشديد لظهور الطلسم فجأة في المكان الذي بحثت عنه كثيراً فقد زال استغرابي عندما رأيت أن هذه الجدران الجنوبية التي كانت مغطاة بشكل تام من الأعلى إلى الأسفل بالبضائع واللوحات العرضية والتسويقية للدكاكين المجاورة في المدخل، والآن أصبحت خالية ونظيفة، فتذكرت خطوة مجلس مدينة حمص الأخيرة في قمع ظاهرة هذه التجاوزات العشوائية المسيئة على شوارع المدينة، وخاصة الأسواق القديمة فأبرزت معالمها الجمالية وأسرارها الفنية الأثرية على طبيعتها الأصيلة فله كل الشكر والتقدير على هذه الخطوة الإيجابية بكل جوانبها ومعانيها، ويكون مشكورا أكثر لو استكمل مهمته بالتعاون مع مديرية الأوقاف والآثار والثقافة في اعتبار الجامع النوري الكبير معلما أثرياً مهما لمدينة حمص يجب الحفاظ عليه من التجاوزات والبناء في ساحته بلا مبرر، وتشويه معالمه ودراسة إعادة كتلة بناء الجامع إلى شكلها العام القديم كما حصل في جامع دحية الكلبي والبازرباشي وغيرهما … وإزالة كل تشويه وبناء أوتغطية إسمنتية حديثة لجدرانه وإعادتها إلى طبيعتها لكشف ما تحويه من آثار ودلالات تاريخية، بل الأهم من ذلك وضع المدخل الجنوبي للجامع مركزة كموقع أثري خاص يتم فيه التنقيب والحفر لاكتشاف أساساته القديمة، فطلسم العقرب المذكور هو أثر يوناني روماني وحيد باقي من آثار حمص القديمة، وهو موجود في هذا المكان منذ حوالي ألفي عام على الأقل منذ بناء معبد الشمس أيام أسرة شمسغرام الحمصية وهم سدنة المعبد طوال فترة حكمهم.
ولا يهم أهل حمص أن يعرفوا حقيقة طلسم العقارب وكيف يمنع من العيش في المدينة وكيف يؤثر على العقارب، فما يهمهم هو المعنى الثقافي والمدلول الأثري والتاريخي لهذا الطلسم العجيب والغريب الذي يميز مدينتهم عن باقي بلاد الشام….
الباحث : مصطفى الصوفي
طيب ماكان افضل العيشة التي كنتم تعيشونها مع اولادكم وارزاقكم من عيشت الكلاب الشاردة حاليا من اجل نصرة ال سعود والعثمانيين
انا بشتغل مع النمر الوردي سهيل الحسن كسار راسكن وحاج تتمسخروعلينا وع العلوية نحنا اولاد زنى بس انتو مادخلكم