5 روايات إيرانية لسقوط نظام المجرم بشار

 

في تطور دراماتيكي، أعلن عن هروب بشار الأسد، رئيس النظام السوري، من البلاد في الثامن من الشهر الجاري، بعد انهيار نظامه تحت ضغط تقدم قوات المعارضة السورية التي تمكنت من السيطرة على العاصمة دمشق ومحافظات رئيسية مثل حلب وحماة وحمص. الحدث المفاجئ فتح الباب أمام سلسلة من الروايات المتناقضة التي قدمها أبرز حلفاء النظام، روسيا وإيران، حول أسباب سقوطه وملابساته.

الرواية الروسية

روسيا، الحليف الدولي الأكبر للنظام السوري، سارعت إلى تقديم روايتها عبر بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية. أكدت موسكو أن الأسد “تخلى عن منصبه” نتيجة مفاوضات جرت مع أطراف النزاع في سوريا، وأنه وجه بنقل السلطة سلمياً إلى المعارضة السورية. غير أن البيان الذي نسب للأسد في يوم هروبه نفى تماماً إجراء أي تفاوض مع المعارضة أو التنحي لصالحها. بل أشار إلى أنه فرّ إلى القاعدة الروسية في “جبلة” بعد انهيار الأوضاع في دمشق.

الرواية الإيرانية

إيران، الشريك الإقليمي الرئيسي للأسد، قدمت رواية متقلبة أظهرت تناقضات واضحة في تفسيرها للأحداث. في البداية، وصفت سقوط النظام بأنه نتيجة “حكمة” الأسد بعدم القتال وتجنب المزيد من إراقة الدماء. هذا ما أكده حسين أكبري، سفير طهران السابق لدى دمشق، الذي أشاد بقرار النظام بتجنب المواجهة المباشرة مع قوات المعارضة.

لكن الرواية تغيرت لاحقاً لتشير إلى أن سقوط الأسد كان نتيجة “خداع” تعرض له. وكالة “مهر” الإيرانية شبه الرسمية ذكرت في تقرير لها أن الأسد انحرف عن “محور المقاومة” واقترب من الولايات المتحدة بناءً على وعود اقتصادية لم تتحقق، ما أدى إلى انهيار النظام.

وفي تطور ثالث، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، إن “عجز الجيش السوري عن مواجهة التنظيمات المسلحة” كان السبب الأساسي في سقوط الأسد. وفي خطاب آخر، أشار المرشد الأعلى علي خامنئي إلى أن “الغفلة عن العدو” كانت وراء انهيار النظام، مؤكداً أن إيران حذرت الأسد من التحركات الميدانية للمعارضة دون أن يتخذ التدابير اللازمة.

التناقضات الإيرانية…

تعددت الروايات الإيرانية حول الحدث، حيث انتقلت من الإشادة بـ”حكمة” الأسد إلى اتهامه بالخداع، ثم عجز جيشه، وصولاً إلى وصف ما حدث بأنه “مؤامرة صهيو-أميركية”. هذه التناقضات، وفقاً لمحللين، تعكس الارتباك الإيراني وخسارتها الاستراتيجية الكبرى بسقوط النظام الذي شكل لسنوات منصة للتدخل الإيراني في شؤون الدول العربية.

ما وراء السقوط… 

سقوط الأسد فتح الباب أمام تساؤلات حول الأسباب الحقيقية للانهيار السريع. في مقابلة مع صحيفة “النهار” اللبنانية، أشار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى أن رفض الأسد الانخراط في المبادرات الدولية لإشراك المعارضة في السلطة كان خطأً كبيراً ساهم في تسريع سقوطه.

المراقبون يرون في انهيار النظام السوري سقوطاً مدوياً لنفوذ إيران الإقليمي، الذي اعتمد بشكل كبير على الأسد كركيزة لتمرير سياساتها في المنطقة. فور إعلان الهروب، سارعت طهران إلى سحب مستشاريها العسكريين وميليشياتها من الأراضي السورية، ما يعكس اعترافاً ضمنياً بالهزيمة.

سقوط المحاور

يعد سقوط نظام الأسد نقطة تحول كبرى في المشهد الإقليمي، حيث فقدت روسيا وإيران أحد أهم حلفائهما الاستراتيجيين في المنطقة. وفي ظل هذا السقوط، يبقى مستقبل سوريا مفتوحاً على احتمالات عديدة، تبدأ بتشكيل نظام جديد وتنتهي بإعادة ترتيب خريطة التحالفات الإقليمية والدولية.

 

 

 

 

 

 

مصدر – صحف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى