أكثر من 52 ألف شهيد تحت التعذيب في سجون المجرم بشار

بعد سقوط النظام السوري في 8 كانون الأول وهروب بشار الأسد إلى روسيا، بدأ العالم يشهد فصولاً جديدة من معاناة الشعب السوري، التي كانت قد غُيّبت عن الأنظار لعقد من الزمن. فقد فتح سقوط النظام أمام السوريين فرصة جديدة لإظهار حقيقة الجرائم الوحشية التي ارتكبتها ميليشيات الأسد ضد أبناء الشعب السوري، وذلك بعد أن تم الكشف عن العديد من السجون السرية والمقابر الجماعية التي كانت مخفية لسنوات.

سجن صيدنايا، الذي كان يُعتبر واحداً من أبشع معاقل التعذيب، كان له النصيب الأكبر في هذا الكشف. فهو كان مكاناً للاختفاء القسري لآلاف المعتقلين، الذين تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي. فتح أبواب هذه المعتقلات بعد سقوط النظام أتاح للفرق الإنسانية الوصول إلى مقابر جماعية تضم رفات الضحايا، حيث تم العثور على مئات من الجثث، بعضها يحمل آثار تعذيب مروعة، فيما كانت الكثير من الهوية مجهولة.

المعلومات التي بدأت تظهر من خلال شهادات الناجين والمستندات المسربة تكشف أن عدد الضحايا داخل المعتقلات لا يتوقف عند الأرقام الموثقة، بل ربما يكون أكبر بكثير. وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، كان هناك أكثر من 100 ألف مفقود، ولا يزال مصيرهم مجهولاً. وقد كشفت المقابر الجماعية التي عُثر عليها عن مذبحة حقيقية، تم خلالها إخفاء الأدلة على الجرائم التي ارتكبها النظام بحق المعتقلين.

وبالرغم من هذه الحقائق المروعة، لا يزال المجتمع الدولي يتلكأ في اتخاذ إجراءات جدية للمحاسبة. لذلك، يواصل المرصد السوري لحقوق الإنسان دعوته إلى ضرورة محاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم، بدءاً من بشار الأسد، الذي فرّ إلى روسيا، وصولاً إلى الضباط والعناصر الذين شاركوا في عمليات التعذيب والقتل. كما يطالب بمزيد من الضغط على الدول التي تأوي الفارّين من العدالة، مثل روسيا، لتسليمهم ومحاسبتهم.

في النهاية، يعد فتح السجون واكتشاف المقابر الجماعية خطوة هامة نحو العدالة، لكنه يمثل فقط بداية الطريق. السوريون يستحقون العدالة والمحاسبة، وما زالت معاناتهم بحاجة إلى الاعتراف الدولي والمحاسبة القانونية للمسؤولين عن هذه الجرائم.

 

 

 

 

 

 

المرصد السوري – مصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى