ذكرى مجزرة نهر قويق.. جريمة لا تُنسى وجرح لم يندمل

 

لم يكن يوم 29 يناير 2013 يوماً عادياً في حي بستان القصر بمدينة حلب، بل كان شاهداً على واحدة من أفظع المجازر التي ارتكبتها عصابات الأسد، حيث استيقظ الأهالي على مشهد مروّع، امتزجت فيه دماء الأبرياء بصرخات الأطفال وعويل الأمهات.

نفّذت قوات النظام إعداماً جماعياً بحق 220 شخصاً، بينهم أطفال وشيوخ، ثم رمت جثثهم في نهر قويق، في جريمة تفوق الوصف قسوة وهمجية. استغرق الأهالي أكثر من 45 يوماً في البحث عن جثث أحبّائهم وسط مياه النهر التي تحوّلت إلى شاهد صامت على وحشية الأسد وشبيحته المدعومين من إيران وحزب الله وروسيا.

تمر أكثر من 15 عاماً على هذه المأساة، وما زالت العدالة بعيدة، لكن الذاكرة لم تمحُ المشهد. جريمة بهذا الحجم لا يمكن أن تُنسى، ولا يمكن أن تمرّ دون محاسبة الجناة وتقديمهم للعدالة الدولية.

لقد كان نهر قويق رمزاً للحياة، لكنه تحول إلى مقبرة مفتوحة لأبناء حلب، في واحدة من أكثر الجرائم وحشية خلال سنوات الثورة. لا يزال السوريون يتذكرون تلك اللحظات، ليس فقط بحزن وألم، بل أيضاً بإصرار على استعادة الحقوق ومحاسبة القتلة.

لقد وثّقت منظمات حقوق الإنسان آلاف الجرائم والانتهاكات، ومن الضروري استخدام هذا الأرشيف لمحاسبة المجرمين وضمان عدم إفلاتهم من العقاب. مجزرة نهر قويق ليست سوى واحدة من بين آلاف المجازر، لكن العدالة المنتظرة ستبقى مطلباً أساسياً لا يسقط بالتقادم.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى