
حزب الله الارهابي يستغل شعارات الحرب وخطة لزعزعزة استقرار لبنان
استطاع حزب الله أن يملأ الشواغر التي تسبب بها مقتل عدد كبير من مسؤوليه وكوادره، مستفيدًا من شبكته التنظيمية الصلبة وسياسة البدائل التي اعتمدها في تعيين نواب في المراكز الحساسة، ليحمي نفسه من الضربات الأمنية المتتالية.
ومع ذلك، فإن الحزب المصنف إرهابيًا في دول عدة، لم يكن بعيدًا عن تورطه في أنشطة غير مشروعة، بدءًا من تجارة المخدرات العابرة للحدود وصولًا إلى التدخل العسكري في سوريا دعمًا لنظام الأسد الذي ارتكب مجازر بحق شعبه.
في مرحلة جديدة من تاريخه، يدشن حزب الله تغييرات داخلية شاملة في بنيته العسكرية والسياسية، في ظل الضغوط الدولية والإقليمية التي تتزايد على نفوذه.
عمليات إعادة الهيكلة جرت بسرية مطلقة، بعيدًا عن الأعين، بينما تستمر شبكاته في إدارة عمليات تهريب المخدرات، لا سيما الكبتاغون، الذي تحول إلى مصدر تمويل رئيسي له بعد تراجع دعمه المالي من إيران بسبب العقوبات الاقتصادية.
هذه الأنشطة، التي وثقتها تقارير دولية وأجهزة استخبارات غربية، عززت من مكانته ضمن قائمة المنظمات المتورطة في الجريمة المنظمة على مستوى عالمي.
على الجبهة السياسية، لا يزال حزب الله يحتفظ بسيطرته على القرار اللبناني، مستخدمًا نفوذه لتعطيل تشكيل الحكومات وفرض أجندته بالقوة، حتى لو أدى ذلك إلى زعزعة استقرار لبنان اقتصاديًا وأمنيًا. ورغم التحديات التي يواجهها، لا يزال الحزب يرى في نفسه القوة المهيمنة القادرة على فرض معادلات جديدة، سواء في الداخل اللبناني أو في الإقليم.
التدخل في الحرب السورية، والذي كان مبررًا بمواجهة الإرهاب، كشف عن وجه آخر للحزب، حيث تورط مقاتلوه في عمليات قمع وقتل بحق المدنيين، وأصبحوا جزءًا من آلة الحرب التي ساهمت في تدمير المدن وتهجير السكان.
أما على صعيد المواجهة مع إسرائيل، فبعد حرب 2006، دخل الحزب في مرحلة طويلة من الهدوء النسبي، مركّزًا على توسيع ترسانته العسكرية وتطوير أساليبه القتالية، فيما حافظ على سياسة التصعيد المحسوب، لضمان بقائه في موقع اللاعب الأساسي على الساحة اللبنانية.
ومع ذلك، فإن الضغوط الدولية تتزايد، وسط محاولات حثيثة لعزله ماليًا وسياسيًا، من خلال فرض عقوبات على قادته وشبكاته المالية.
رغم كل هذه التطورات، يواصل حزب الله تقديم نفسه كقوة مقاومة تدافع عن لبنان، مستغلًا شعارات الحرب مع إسرائيل لإضفاء الشرعية على وجوده المسلح، في وقت تتزايد التساؤلات حول دوره الحقيقي، وما إذا كان بالفعل يدافع عن سيادة لبنان، أم أنه تحول إلى أداة إيرانية لتنفيذ أجندات إقليمية، على حساب استقرار الدولة اللبنانية ومصالح شعبها.
فالحزب الذي نشأ في سياق مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وجد نفسه اليوم متورطًا في نزاعات إقليمية، متهمًا بالإرهاب، وملاحقًا بسبب تورطه في شبكات الجريمة العابرة للحدود. وبينما يخوض معركته للحفاظ على نفوذه، تتجه الأنظار إلى مستقبل لبنان الذي يبقى رهينة لمعادلاته السياسية والعسكرية.
متابعة مصدر



