
“فنسنت فان غوخ” بفضل امرأة.. تحول من رجل كئيب إلى أحد أشهر الرسامين في التاريخ
ذكرت تقارير تاريخية أن الرسام الهولندي فنسنت فان غوخ، الذي فارق الحياة في 29 تموز/يوليو 1890 عن عمر ناهز 37 عامًا بعد معاناة شديدة مع الاكتئاب ومحاولة انتحاره، كاد أن يظل مجهول الشهرة رغم إنتاجه لأكثر من ألفي عمل فني، منها حوالي 900 لوحة زيتية لم يتمكن من بيعها خلال حياته.
وتُعزى الشهرة العالمية لفان غوخ إلى تدخل امرأة هولندية بارزة تُدعى جوانا فان غوخ بونجر، زوجة ثيو فان غوخ – الشقيق الأصغر للفنان – التي تولت مهمة الترويج لإبداعات فان غوخ بعد وفاته. فقد أدركت جوانا القيمة الفنية الهامة للأعمال التي ورثتها، ورفضت عروض البيع المبكرة، بل سعت جاهدة لشراء منزل بقرية بوسوم بالقرب من أمستردام لافتتاح متحف صغير خصص لعرض لوحات فان غوخ.
ومن خلال تنظيمها لعشرين معرضًا مختلفًا بين العام 1892 و1900، ساهمت جوانا في نشر اسم فان غوخ وإبراز موهبته الفنية للعالم، مما مهد الطريق أمام تحقيق الشهرة التي يستحقها الفنان المبدع. وقد لعبت تلك الجهود دورًا حاسمًا في إعادة كتابة تاريخ الفن، إذ أصبح فان غوخ رمزًا للمعاناة والإبداع على حد سواء، وقد ترك إرثًا فنيًا لا يُضاهى في عوالم الرسم والتصوير.
كما أضافت التقارير أن جوانا، التي ولدت في أكتوبر 1862 بأمستردام، حصلت على شهادة تدريس اللغة الإنجليزية وتعلمت العزف على البيانو، ما ساعدها لاحقًا على التواصل مع مختلف شخصيات الفن والأدب لتأسيس شبكة تعريف واسعة لفن فان غوخ في أوروبا الغربية.
من خلال مساهمتها الفريدة، استطاعت جوانا فان غوخ بونجر تحويل حياة الفنان المُعذب إلى قصة نجاح خالدة، حيث ساهمت جهودها الدؤوبة في إطلاق العنان للإبداع الفني لفنسنت فان غوخ، الذي أصبح فيما بعد أحد أعظم أيقونات الفن العالمي.