الاتحاد الأوروبي يضخ تمويلاً جديداً لإزالة الألغام في سوريا لمواجهة تصاعد المخاطر الإنسانية

في ظل ارتفاع أعداد ضحايا الألغام ومخلفات الحرب في سوريا، أعلن ميخائيل أونماخت، رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى دمشق، عن تخصيص مزيد من الدعم المالي لعمليات نزع الألغام في البلاد. جاءت هذه الخطوة بعد زيارته إلى مدينة داريا بريف دمشق، حيث اطلع على جهود دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام (UNMAS) وأشاد بتنظيمها وتعاونها مع الجهات التعليمية المحلية.

أونماخت أوضح عبر حسابه على “إكس” أن التوعية بشأن خطر الألغام في المدارس ليست مجرّد رفاهية بل ضرورة قصوى، مؤكداً أن الاتحاد سيُموّل المرحلة القادمة من أعمال المسح والتطهير كجزء من جهوده المستمرة لدعم الاستقرار في سوريا.

تصاعد المؤشرات القاتلة

تشير بيانات مرصد الألغام الأرضية إلى زيادة ضحايا الألغام بنسبة 22% في 2024 مقارنة بالعام السابق، فيما حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن الربع الأول من 2025 شهد أكثر من 500 إصابة جديدة، غالبيتها من الأطفال. وتعكس هذه الأرقام مدى تفاقم الأزمة الإنسانية الناتجة عن امتداد حقول الألغام في المناطق المأهولة.

صعوبات التنفيذ على الأرض

في تصريح لوكالة “أسوشيتد برس”، أكد أحمد جمعة، من وحدة إزالة الألغام بوزارة الدفاع السورية، أن العمل الميداني يواجه تحديات كبيرة. فقد فقدت الوحدة 12 عنصراً خلال الأشهر الماضية، وأصيب نحو 15–20 فرداً بجروح خطيرة استدعت بتر أطرافهم، وذلك بسبب نقص أجهزة المسح المتقدمة واعتماد فرق التطهير على طرق يدوية محفوفة بالمخاطر.

من جانبها، جددت منظمات حقوقية دولية، وعلى رأسها “هيومن رايتس ووتش”، دعوتها لتوسيع التمويل الدولي لعمليات نزع الألغام وتوفير تعويضات شاملة للضحايا الذين تحملوا تبعات هذه الجراح الطويلة الأمد. وتؤكد هذه المنظمات أن إزالة الألغام مطلب أساسي لتمكين عودة النازحين ومواصلة جهود إعادة الإعمار، فضلاً عن حماية المدنيين واستعادة شعورهم بالأمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى