انهيار الحلم الإيراني في سوريا بعد سقوط نظام الأسد

لم يكن سقوط نظام بشار الأسد نهاية حقبة سياسية فحسب، بل شكّل أيضًا ضربة قاصمة لطموحات إيران الاقتصادية في المنطقة. الوثائق التي عُثر عليها داخل سفارة الجمهورية الإسلامية في دمشق أواخر 2024 كشفت النقاب عن خطط مفصلة لبناء إمبراطورية اقتصادية إيرانية في سوريا.

تشير الوثائق، التي تعود إلى مايو 2022، إلى مشروع ضخم أعدّه فريق اقتصادي إيراني، يستلهم النموذج الأميركي في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، المعروف باسم “خطة مارشال”. الهدف: إخضاع سوريا اقتصاديًا وثقافيًا لطهران من خلال استثمارات واسعة النطاق.

تضمنت الخطة نحو 40 مشروعًا، من بينها محطة كهرباء في اللاذقية، ومشروع لاستخراج النفط في البادية، وجسر للسكك الحديدية على نهر الفرات. غير أن هذه المشاريع واجهت عراقيل مزمنة، من البيروقراطية والفساد المحلي إلى الغارات الجوية والعقوبات.

انهيار النظام في دمشق أجهض تلك الطموحات. فمع فرار الأسد إلى موسكو وانسحاب القوات الإيرانية، تحطمت أحلام طهران في استرداد ما أنفقته خلال سنوات الحرب، والذي قدّرته مصادر رسمية بأكثر من 30 مليار دولار.

المهندس عباس أكبري، المكلّف بقيادة المشروع الاقتصادي الإيراني في سوريا، كان يعوّل على تأسيس نموذج مستدام يشبه الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID). غير أن خططه اصطدمت بالواقع: بيئة غير آمنة، خسائر متتالية، وشركات إيرانية غير راغبة في المجازفة.

اليوم، وبعد انكفاء طهران، تجد الحكومة السورية الجديدة نفسها أمام إرث ثقيل من الديون والمشاريع غير المكتملة. أما إيران، فتبقى تواجه عزلة إقليمية متزايدة وخسائر استراتيجية فادحة.

في خضم هذا التحول، يبدو أن الحلم الإيراني في سوريا قد انتهى، ليضاف إلى قائمة مغامرات خارجية باهظة الثمن وغير مثمرة.

؟

متابعة مصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى