الرئيس السوري أحمد الشرع في “فوكس نيوز”: لن ندخل الآن بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل للتطبيع

في أول زيارة لرئيس سوري للبيت الأبيض منذ عقود، أجرى الرئيس السوري أحمد الشرع مقابلة حصرية مع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية، كشف فيها عن تفاصيل لقائه مع الرئيس دونالد ترامب، ورؤيته للمستقبل السياسي والاقتصادي لسوريا، وموقفه من ملفات شائكة كـ”داعش” واتفاقات أبراهام ومحاسبة بشار الأسد.

وصف الرئيس الشرع زيارته للبيت الأبيض بأنها “تُدخل البلاد مرحلة جديدة من العلاقات الدولية”، مشيراً إلى أن اللقاء مع الرئيس ترامب كان مثمراً واستمر قرابة الساعتين. وأكد الشرع أن سوريا اليوم “لم تعد تُرى كتهديد أمني، بل كبلدٍ يمكن أن يكون شريكاً اقتصادياً، ووجهة للاستثمار، خصوصاً في مجال الطاقة واكتشاف الغاز”.

وأشار الشرع إلى أن محور الحديث كان حول المستقبل وإزالة العقوبات، مؤكداً أن هناك قراراً أمريكياً وأممياً بتخفيف العقوبات عنه وعن آخرين.

حول ملف مكافحة الإرهاب، أكد الشرع على ضرورة التعاون المباشر مع الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش”، مشيراً إلى أن سوريا “شاركت في معارك كثيرة ضد داعش خلال السنوات العشر الماضية، وخسرنا كثيراً من الرجال في تلك الحرب”.

ورداً على سؤال حول ارتباطه السابق بـ”القاعدة”، قال الشرع إن هذا “أصبح من الماضي”، مؤكداً أن الحديث اليوم يتركز على الحاضر والمستقبل. وعند سؤاله عن هجمات 11 سبتمبر، نفى الشرع أي مسؤولية شخصية، مشيراً إلى أنه كان حينها “شاباً صغيراً جداً، ولم تكن لدي أي سلطة أو قرار”، وأن “القاعدة لم تكن موجودة في منطقتي”.

شدد الرئيس الشرع على أن الوضع السوري يختلف عن الدول التي انضمت إلى “اتفاقات أبراهام”، مؤكداً أن إسرائيل “كانت ولا تزال تحتل أراضٍ سورية منذ عام 1967، ولهذا لا يمكننا الدخول في مفاوضات مباشرة الآن”. واقترح أن تلعب الولايات المتحدة دور الوسيط في المستقبل.

وفيما يتعلق بملف محاسبة الرئيس السابق بشار الأسد، أكد الشرع أن “أحد البنود الأساسية في الاتفاق بيننا وبين الدول المعنية بالملف السوري هو أن من يرغب في مصالحة سوريا، فعليه أن يقبل بمبدأ المحاسبة”. وأشار إلى إنشاء “هيئة وطنية مستقلة للعدالة الانتقالية، تضمن محاسبة كل من ارتكب جرائم بحق السوريين، بمن فيهم بشار الأسد نفسه”.

تطرق الشرع إلى ملف الصحفي الأمريكي المفقود أوستن تايس، مؤكداً أنه التقى والدته، ووعدها بأنه “سيفعل كل ما في وسعه لتقديم أي معلومة قد تساعد في معرفة مصير أوستن، وكذلك المواطنين الأميركيين الآخرين المفقودين خلال سنوات الحرب”.

وفي ختام المقابلة، أشار المراسل إلى أن الرئيس ترامب أهدى الشرع قبعة خاصة من نوع “Maga cap”، وأن الشرع ينوي أخذها معه إلى سوريا.