
سيرياتيل تُعلن “حرب الانتقام”: إلغاء باقة الصحفيين عقاباً على “تفلت الألسنة”
دمشق – خاص
في تصعيد غير مسبوق، أقدمت شركة سيرياتيل على إلغاء باقة الصحفيين الخاصة، في خطوة يراها المراقبون والصحفيون على حد سواء بأنها فعل انتقامي مباشر وعقاب جماعي على “الهجوم الأخير” الذي شنته الأقلام الصحفية ضد سياسات الشركة المالية ورفع الأسعار الجنوني.
القرار، الذي أنهى “زمن دلال” الصحفيين، جاء بعد فترة وجيزة من الانتقادات الحادة التي وجهها الإعلاميون لشركة الاتصالات، متهمين إياها باستغلال الظروف المعيشية ورفع أسعار الباقات بشكل غير مبرر. ويبدو أن سيرياتيل لم تكتفِ بالرد عبر البيانات، بل اختارت الرد بـ “قطع الأنفاس الرقمية” عن منتقديها.
من الانتقاد إلى العقاب: تصفية حسابات بـ “قطع الإنترنت”
لم تكتفِ سيرياتيل بإلغاء الباقة المدعومة، بل استبدلتها بعروض جديدة “مبتكرة” تخلو عملياً من الإنترنت اللازم للعمل الصحفي، مانحة الصحفيين “دقائق بالكيلو” وميغابايت لمتابعة الأفلام، في رسالة واضحة مفادها: “إذا لم تستطيعوا الصمت، فلن تستطيعوا الكلام”.
وتكمن الكارثة الحقيقية في الأسعار الجديدة، حيث تضاعف ثمن الباقات البديلة ثلاث مرات، مما يضع الصحفيين أمام فاتورة شهرية قد تتجاوز الـ 300 ألف ليرة، وهو مبلغ يفوق رواتبهم بكثير.

النجاح في “تنظيف الفضاء الرقمي” عبر إعدامه
ويؤكد هذا الإجراء أن “زمن دلال الصحفيين قد ولّى”، وأن مهنة المتاعب في سوريا تحولت إلى مهنة المتاعب مضافاً إليها “باقة إضافية” من الوجع المالي والمهني.
ويُعد هذا القرار دليلاً على أن الشركة اختارت الحل الأسهل والأكثر قسوة: إعدام الفضاء الرقمي أمام الصحفيين، لضمان أن “أفضل طريقة لتصحيح الأخبار هي ألا تكون موجودة أصلاً”، ولتصفية حساباتها مع من تجرأ على انتقادها.
.
.



