من بـــــــــــــــــــاع حلب؟… حليم العربي
شكل سقوط حلب الشرقية آخر معقل للثوار في حلب، صدمة كبيرة للمتابعين بشكل عام، ولأهل ادلب والوافدين إليها من المناطق الثائرة بشكل خاص.
وما إن بدأ المحاصرون فيها بالخروج منها، حتى خيمت كلمة التخوين على المشهد، ونفرت جوقة الإعلاميين المأجورين واستنفرت وكالاتهم لتوثيق المرحلة، وتراشق الاتهامات بشأن الجهة المسؤولة عن بيع حلب.
في حين قام البعض باتهام درع الفرات لسحبه لعناصره من الجبهات باتجاه الشمال وإغرائهم بالأجور، يذهب آخرون لاتهام الفصائل التي فتحت جبهة حماة، وأجبرت المقاتلين الذين ينحدرون من تلك المناطق لترك حلب، والالتحاق بتلك الفصائل التي أغرتهم بتحرير بلداتهم وقاموا بزرع العبوات الناسفة على طريقهم وتفجيرها أثناء مرورهم. بينما يفرغ القاعدون في المهجر من أعمالهم لاتهام الجميع بالبيع دون استثناء، لتبرير فرارهم من الحرب.
ساهم الخارجون من حلب كثيراً في عملية التخوين هذه، واتهموا الجميع بالمشاركة في الصفقة لتأخرهم عن فك الحصار عنهم، رغم ما يملكونه داخل حلب من أعداد كبيرة من المقاتلين وأسلحة تفوق ما ملكه أهل داريا وغيرهم من المناطق التي أذاقت النظام والمليشيا التي تدافع عنه الويلات لسنوات، دون كلل أو ملل.
سقطت حلب نعم…
رغم كل الشهداء الذين قدمهم جيش الفتح، ورغم الثمن الباهظ الذي دفعه في المعركة الأخيرة من عتاد وآليات أبادها الطيران الذي ترك حماة وريفها وباقي الجبهات وتفرغ لكسر هذا الجيش.
تم إتهام جيش الفتح بالتقصير ونسي الجميع ماقدمه خلال معاركه الأخيرة لتغطية تخاذل أولئك المرتزقة باسم الثورة، والذين كانوا يأكلون بها حتى إذا دعتهم الحاجة للدفاع عنها كانوا أول من تخلى عنها وبحثوا عن مخرج منها إلى تركيا.
لتقف بعدها بردى شامخة صلبة في وجه تلك العصابة، وتلقن الجميع درسا في الصمود قبل ساعات من إبرام اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا.
عن الايام