من أجل ضبط الفوضى الإعلامية المشبوهة في الثورة السورية

 

منذ بداية الثورة في آذار 2011 و حتى الآن نرى كماً هائلاً من المواد الإعلامية و التي تنسب في معظمها إلى التنسيقيات و إلى الفصائل الثورية , منها ما يخدم قضية الثورة و منها ما يسيء لها , و كلما نرى أو نسمع مادة إعلامية مسيئة للثورة نتساءل من يقف ورائها و من يروج لها , و لاحقاً بدأت تتكشف خيوط اللعبة الإعلامية الخبيثة التي كان يلعبها النظام و أعوانه و داعميه في المنطقة و العالم و لا داعي للتوسع بهذه الجزئية لأنها أصبحت مكشوفة للجميع
ما نود التركيز عليه يتعلق بأمن الثورة و الثوار !!! نعم عندما ينشر فيديو من قلب الحدث أو بعد ساعات قليلة على حدوثه متضمناً مشاهد يجب أن لا تنشر , نظراً لأنها تمس بأمن الثوار على الأرض و على خططهم و منها ما تسيء للثورة و مبادئها كالفيديوهات و الصور التي نشرت عند تحرير قرية الزارة و الجميع تساءل و استغرب ما فائدة أن ينشر مثل هذا , ما هي الغاية و من المستفيد و لصالح من تنشر , ألم يخطر ببال قيادات تلك الفصائل أن من نشر هذه الصور يمكن أن يكون عميلا مأجوراً للنظام مكلفاً بنشر مثل هذه الفيديوهات و الصور و من يفعل هذا يمكن يفعل أي شيء آخر كالاغتيالات و نقل المعلومات و غير ذلك
فجميع الفصائل الثورية في سوريا يجب أن تكون حذرة بهذا الخصوص , فمن خلال الإعلامي و الناشط الإنساني و الطبي أو الحقوقي وغير ذلك من التسميات يتم الاختراق و هي إحدى أهم أساليب الاستخبارات في العالم و تستخدمها بفعالية في هذا المجالCiQh8ghWgAAURE9
فصورة المقاتل الذي يدوس على جثة امرأة , هل كانت لتشفي صدورنا , هل كانت لتنهي معاناتنا … ابداً , بل أثارت لدي شخصياً الاشمئزاز , لا لشيء بل لأني أحسست أن الصورة معدة لتكون بهذا المعنى و لتجلب الانتقاد و الإساءة للثورة و الثوار , و مهما كانت المبررات و الأسباب فلا يجوز لصورة مسيئة أن تمحو الانجاز الذي تحقق بتحرير هذه البلدة و شجاعة و تضحيات الثوار
نعتقد أن على قيادة ذلك الفصيل الذي يتبع له هذا المقاتل أن تجري تحقيقاً دقيقاً حول هذا الأمر و سوف تجد أن وراء هذا العمل ما ورائه ؟؟؟
كما نعتقد أن كل عمل يسيء للثورة و لدماء الشهداء و يستفيد منه نظام آل الأسد ومن يدعمه , يجب أن تتم دراسته بعناية فقد يخفي خرقاً أمنياً خطيراً .
إن هذا الموضوع يستحق كل الاهتمام للأسباب المذكورة بدايةً و لكي لا تتكرر في المستقبل .
و من جانب آخر أما آن الأوان لقيادات الثوار أن تدرك خطورة العمل الإعلامي و بالتالي حصره بهيئة أو مكتب متخصص تمر من خلاله كل المواد الإعلامية التي يراد نشرها و التي يفترض أن تخدم قضية الثورة
أما آن الأوان للقيادات الثورية أن تستفيد من تراكم الخبرات لديها في هذا المجال
فالإعلام معركة يجب أن تدار بذكاء وبحرفية وبتوجيه سياسي دقيق يخدم قضية الثورة و لا يسيء إليها
هذا ما نقصده من ضبط لهذه الفوضى الإعلامية فلا يجوز للهواة و لا للعملاء و للأغبياء و لا للعنتريات الفارغة أن ينالوا هكذا و بكل بساطة من انجازات الثوار على الأرض و من تضحياتهم الغالية و شجاعتهم
و قد يُرد علينا بأننا لسنا ملائكة , و نجيب : نعم لسنا كذلك , و لكن لا تجعلونا شياطين , فهذا حرام , احتراماً لدماء الشهداء و آلام الجرحى و معاناة السوريون بطول البلاد و عرضها .
17|5|2016
حنظلة السوري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى