يوميات دمشق المحتلة
تعيش العاصمة السورية دمشق تطورات أمنية متسارعة وملحوظة إبان الانتهاء من ملف “الغوطة الغربية” أو على الأقل الجزء الأكبر من هذا الملف.
تؤكد مصادر مدنية متطابقة لـ”الأيام” بأن مداخل العاصمة بالإضافة إلى الشوارع والساحات عادت لتشهد اختناقات مرورية على خلفية عودة الحواجز “المؤقتة” أو “الطيارة” كما بات متعارفاً على تسميتها في الشارع الدمشقي.
تعتبر الحواجز “المؤقتة” أكثر خطورة بالنسبة للشباب من تلك التي تقف بصورة دائمة أو ما يطلق عليها الناس بالحواجز “الثابتة” وذلك لعدة أسباب يلخصها “معاذ” 18 عاماً من أبناء دمشق يقول:
(( الحواجز الثابتة من السهل التعامل مع عناصرها، فقد اعتدنا عليهم وعلى وجودهم، بمجرد المرور من أمام الحاجز يمكنك العبور بعد إلقاء تحية وابتسامة أو علبة سجائر، وربما علبة “متة”، إن اشتد الأمر تكفي علبة “حلوة” أو كما يقول العسكري “يلي بيطلع من خاطرك”، طبعاً هذا بحسب الحال الأمني، بينما الحواجز “المؤقتة” غالباً ما تكون بطريقة “فجائية” حيث تتكون من ضابط برتبة عالية وعدد من العناصر بمهمة محددة، بالتالي الهروب منها أكثر صعوبة، هذه الحواجز من الممكن أن تكون لـ”الشبيحة” وهدفها سلب ونهب المواطنين باستخدام وسائل ابتزاز بحقهم، النظام تعامل في كثير من المرات مع مثل هذه الظاهرة لكنه فشل في الحد منها)).
في الأيام القليلة الماضية انتشرت حواجز عصابات الأسد منها ما كان على شكل “دوريات راجلة” وهي تختلف عن “الثابتة” والحاجز “الطيار/ المؤقت”، حيث يرتدي العناصر “اللباس المدني” ويتنقل أفراد الحاجز ضمن مجموعات قليلة، وتحديداً ضمن “الأسواق التجارية” أو “المناطق السكنية” و”الأحياء الشعبية”.
بعض هذه العناصر بحسب شهادات المدنيين ممن تحدثوا للأيام تتلخص في توقيف الشباب على وجهٍ خاص والتدقيق في الأوراق الشخصية الثبوتية “بطاقة جامعية، دفتر الخدمة، هوية شخصية” كما يتم التدقيق على نحو أشدّ على الأشخاص الذين يحملون “بطاقات أمنية أو حزبية”.
بينما يعتقد البعض أنها حالة “روتينية” تهدف إلى التأكد من التحاق الشباب بالخدمتين الإلزامية أو الاحتياطية، يرى آخرون أنها جاءت بعد العملية الأمنية التي نفذتها “جبهة فتح الشام” وسط المربع الأمني في حي “كفر سوسة” الدمشقي بتاريخ 12/ كانون الثاني المنصرم، حيث يتحدث أصحاب هذا الاتجاه للأيام بالقول: «إن النظام يحاول تأمين دمشق لكن بصورة يظهر فيها على شكل المنتصر بعد النتائج الإيجابية التي حققها في الغوطة الغربية ووادي بردى مؤخراً، لكن الصفعة التي تلقاها في كفر سوسة كانت قوية دفعت به باتجاه هذا السلوك وأخذ الحيطة خوفاً من خطر قريب وتنفيذ عمليات جديدة داخل دمشق، إضافة لهذا فإن النظام غالباً ما يشكك بأمانة عناصره ودوريات الأمن، فضلاً عن الشعور بتقاعسها في أداء المهام الموكلة بها ».
إضافة للكلام السابق انتشرت شائعات تناقلها المدنيون عن انتشار “بطاقات أمنية مزورة”، يعتقد الموالون بأنّ وجود هكذا بطاقات ساهم إلى حدٍّ كبير في تسهيل عملية تنقل عناصر “فتح الشام” داخل المناطق المحصنة.
الظاهرة هذه وإن كانت أقل حدةً ووطأةً مقارنة بما حدث العام الماضي أو الذي سبقه، غير أنها تثير تساؤلاتٍ في الشارع رغم أنها تأخذ الطابع “الناعم الهادئ” كما يصفها لنا البعض ممن تحدثنا معهم.
الجدير ذكره أن التدقيق من قبل عناصر هذه الدوريات لم يقتصر على الفئة “الذكورية” بل تجاوزه للتدقيق على “النساء” و”الفتيات” بصورة مماثلة دون معرفة خلفيات ذلك هذه المرة.
الأمر السابق أثار حفيظة البعض حد التساؤل باستهزاء والقول: «غداً تتساوى الصبايا بالشباب والكل على العسكرية وحلق الشعر على الزيرو».
فرات الشامي | الايام