بشار الأسد يحتاج لطبيب عيون “أردني” .. بسام البدارين

 

لماذا قرر «السيد الرئيس» في رأيك الآن التحدث عن هجوم عسكري وشيك من جهة الأردن على سوريا؟ يسأل المذيع في محطة «الميادين» ضيفه فيجيب بما يلي: تعلمون بأن هذا البلد الصغير «عميل للأمريكيين».
ينبغي أن نندهش ونصاب بالإغماء، نحن الأردنيين عندما نسمع الخبر إياه… ضحكت حتى تسطحت شدوقي لأني تذكرت مقولة شعبية في بلادي على هيئة جملة استنكارية تقول..»كأن النظام السوري عميل لبنك الإسكان مثلا».
ضيف «الميادين» كان يعلق على ما نقلته محطة التلفزيون السوري عن الرئيس بشار وهو ينفي عن الأردن صفة «الدولة»، على أساس أن صاحبنا قاصف الأطفال ببراميل الغاز يقود دولة وليست «عصابة» يسرح ويمرح فيها البسطار الروسي.
على الأقل في الأردن دولة لا تقتلع الحناجر ولا تصف نفسها بكذبة الممانعة ولا يحرس قصرها الحرس الثوري الإيراني ولا فيها مرتزقة من بنغلادش والهند حضروا لتحرير «قبر السيدة زينب».
على الأقل في الأردن دولة نختلف معها لا عليها، وعندما يحصل ذلك لا يحتاج الأمر لبراميل متفجرة ولا لجنرالات روس يسرحون ويمرحون وسط العاصمة ويسهرون وحدهم على سواحل وشواطىء سوريا… أصلا في الأردن والحمدلله لا توجد شواطىء ولا رئيس وزراء «ينتحر فجأة» أو مدير مخابرات تصيبه رصاصة قناص، وهو يجلس على بركة أو مسؤول أمني يقضي بحادث سير أو تتشرد عائلته في دول الخليج.
لا أدافع عن الموقف الرسمي الأردني، فهذا ليس من شأني، وثمة قطط سمان ينبغي أن تقوم بواجبها في السياق.
لكن الرئيس، الذي يتحدث عن «إستقلالية دول الجوار»، عليه أن يتواضع قليلا وينظر حوله ليرى الحقيقة، التي طلب منه وزير أردني أن ينظر لها، فهو يقود نظاما لا يسيطر على ثلثي الأراضي السورية وشعبا خف وزنه وعدده إلى النصف وأصبح رشيقا بسبب المذابح، التي يتعرض لها بما بين شهيد وقتيل وأسير وغريق وجريح ومهجر… هو في الأحوال كلها «ريجيم» على طريقة النظام.
طبيب العيون، الذي يحكم سوريا مسه الضر وأصيب بداء الخطأ البصري، ويحتاج لطبيب عيون حقيقي يفحصه… أقترح هنا صديق ونطاسي أردني بارز في عمان في المجال ومحب للأسد ونظامه… وسنتكفل بالعلاج المجاني وترتيب الموعد.

مناورات الفساد في الأردن

سعدت جدا بالمناورات والمنازلات الإستهلاكية الإستعراضية، التي نفذها مجلس النواب الأردني في تغطية تلفزيونية متواصلة.
وسعدت أكثر بشاشة التلفزيون الرسمي وهي تعيد التذكير بموقف دولة رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي..»سنلاحق الفساد بلا هواده».
صديق مطلع أبلغني ببعض صولات وجولات النواب في السياق.. في إحدى المرات شكل المجلس لجنة للتحقيق بقضية فساد لعطاء بقيمة تقترب من 50 ألف دولار… اللجنة تحركت لمدينة العقبة وكلفت الخزينة وهي تحقق على الشاطئ، وفي الفنادق 90 ألف دولار، عدا ونقدا.
شخص أعرفه في موقع وظيفي صغير جدا خضع للتحقيق لسبب وجيه.. الشاب أعاد للخزينة مبلغا ماليا كان ينبغي عليه أن يصرفه فحاربه القوم وأحالوه للتحقيق بتهمة الفساد، خوفا من أن تصبح فكرة «إعادة المال للخزينة» عادة عند الموظفين.
عموما هي في الأحوال كلها «سواليف حصيدة»، كما يقول المثل الشعبي الأردني، لكنها تؤثر على سمعة البلاد، بدليل أن سياسيا كبيرا حذرني باللغة الدارجة بمثل شعبي آخر… «دير بالك من مقاعد المقايل»… الترجمة الحرفية تعني … «انتبه لما يُقال عند القيلولة، حيث يجلس العواجيز على الرصيف ويبدأون بحياكة القصص والأساطير».

الحبيب والزبيب

على سيرة «القيلولة» ورطني رجل محترم باستعمال هذه المفردة ونقلها عندما ثارت ثائرة رفاقي في التيار الإسلامي بعدما تحدثت عن قيلولة وخمول كتلة الإصلاح الناطقة بإسم التيار في البرلمان.
حتى قناة تلفزيون «اليرموك» لم تتصل بي هذا الأسبوع خلافا للعادة… الحمد لله على نعمة الإسلام أصبحت رمزا في قائمة سوداء مزدوجة وعلى شاشتين تلفزيون الحكومة وشاشة الإخوان المسلمين… أي ضلال أو تضليل تعمقت فيه، على حد تعبير الشيخ زكي بني إرشيد؟
وضع قد لا يحتمل وغير معقول أن أستقر في القائمة السوداء عند الحكومة والمعارضة معا… هذا دليل في ما يبدو على ثمن وكلفة الرواية المستقلة للأحداث.
ومن اليوم في منطقتنا يحتاج لرواية مستقلة للأحداث؟ سؤال انتهازي بامتياز، حيث لا السلطة ولا المعارضة بصدد قبول روايات مستقلة وبعض الأخوان- جزاهم الله خيرا – منحوني مجددا الفرصة لأقول رأيي مع رفضي المبدئي لاستهداف تيار معتدل وراشد مثل الإخوان المسلمين.
بعض تعبيرات الإخوان لا تختلف عن أي سلطة تعسفية عندما ترفض الرأي الآخر وتعتبر التعددية ألية وظيفية فقط لخدمة أجندتها وموقفها… لا يحتمل الأخوة النقد ولا حتى رواية مستقلة، وبالنسبة لهؤلاء مع الأسف، ورغم أنهم ضحايا مثلنا نحن البسطاء مستعدون لقصف من يخالفهم الرأي بكل أنواع معلبات التهم.
عموما ضرب الحبيب زبيب أحيانا!

 

 

 

مدير مكتب «القدس العربي» في عمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى