ثورة قطاع خاص .. مزهرية المعارضة السورية .. وأحضان نتنياهو | مرهف مينو
“نبحث عن الأموات لينقذوا الأحياء … وينك يامعتصم ” أطلقتها السيدة الفلسطينية ، بهدوء وبدون ضجيج ، صوت يعرف تماماً رجع الصدى ، لم تصرخ كما يقولونها عبر الأفلام والمقالات النارية .
هي تعلم تماماً ان لاحياة لمن تنادي ، أرادت أن توثق تلك اللحظة التي تتنتهك فيها مقدسات ذلك الشعب المنسي ، والمتروك لله ، الذي لن يخذل المتروكون ، رب الضعفاء والأذلاء .
للمرة الألف تكشف تلك المصورات الخارجة أن لاقيمة لأي استنهاض لهمة من مات سريراً على كراسي الحكم ، متمسكاً باللحظة التي خطف فيها الشرعية على أجساد الوعود ، لن تقاوم كلماتي البوابات الإسرائيلية ولن تنصر تلك المستضعفة ، كتبتها ربما إكراماً لها لأقول لها شاهدت الفيديو وأختنقت بكلماتك يا أمي .
ثورة قطاع خاص :
لن يستطيع كل الصابون ومواد التظيف المنتشرة الكترونياً عبر وسائل التواصل ، إعفاء جبهة النصرة من جريمتها بحق ربما أول معاقل المعارضة السورية المسلحة ، وكل تلك البيانات والعنتريات التي تمارس بحق الأخوة (الاعداء) من قبل الجبهة ، لن تزيد إلا من حجم الكارثة ، كارثة استباحة تلك المناطق من قبل الروس والتحالف ونظام بشار الذي يقف متربصاً على أبواب مدينة حماه .
التفجيرات والمفخخات لم تقتل سوى المدنيين ، والرصاص المرشوش كان يجب أن يذهب لجبهات المجرم الكيماوي بشار ، وتحالفات الضغط والتهديد وممارسة القوة كان يجب إدخاره لمن شذ عن ثورة السوريين ، حل المجالس المدنية ، وطرد المسلحين من الجيش الحر وتشتتيهم كان يجب أن يكون مظلتكم لتكونوا أقوى ، لن نزيد الكلام لأنها ربما لن تصل من خلال عمائمكم أو ربما يفشل المترجم في نقلها لمقاتليكم من أزربيجان وطاجيكستان وقندهار ، ابحروا في فضاء الشبكة لتعرفوا أنكم لاتمثلون السوريين .
وضع المزهرية والقاعدة الروسية :
اعتقد من غير المنصف عنونة الفقرة هكذا وخصوصاُ أن معارضة السوريين السياسية لم نرى منها غير الأشواك ، هو تعبير يستخدمه العامة للتحقير أصلاً وهو ما أعنيه .
لم تستطع الوكالات العالمية السكوت عن الخبر ، وطبعاً لن تستطيع كتمانه للأبد ، بل قالت على استحياء على لسان “الجنرال سيرغي رودسكوي” من هيئة الاركان في مؤتمر صحافي في موسكو ان “الشرطة العسكرية الروسية اقامت مركزي تدقيق وعشرة مراكز مراقبة على طول حدود منطقة خفض التصعيد في جنوب غرب سوريا” ، اضافة الى “مركزي تدقيق واربعة مراكز مراقبة في الغوطة الشرقية” والتي نعود ونذكر ، التي يقصفها نظام بشار يومياً.
وحسب التسريبات وتصريحات المعارضة المسلحة في الجنوب والتي أكدت ، إنه تم البدء بإنشاء قاعدة الروسية قبل عدة أيام ، غرب بلدة “موثبين” ، وتحديداً في معسكر تدريب قيادة السيارات سابقا، وهو معسكر قديم ، حيث نشرت فيه 88 آلية عسكرية سحبت من مدينة درعا، و40 سيارة وعددا من المجنزرات والصواريخ المحمولة عبر منصات.
قاعدة جديدة لضمان عدم تقدم الثوار باتجاه معقل الأسد ، وكسب مناطق جديدة ، قاعدة مستعدة لقصف السوريين ، تحت ذريعة “التنظيم” والنصرة ومحاربة الإرهاب ، وحماية النظام – كما تحمي حميميم الساحل السوري – الذي لايبعد عن مناطق الثوار أكثر من 100 كم ، ارست مجنزراتها بقرب فرقة الاسد التاسعة التي تعتبر عصب النظام هناك ، وهي التي من المفترض أن تدعم خفض التوتر وتراقب اتفاقات وقف إطلاق النار ؟.
كل ذلك و”الرياضان” حجاب وسيف يهرولان إلى جنيف وأستانا بدون أي تعليق أو موقف متناسين تماماً تحت هواء المكيفات ، 8 مليون لاجئ سوري في مخيمات الذل والقتل اللبنانية والفقر والجوع الأردنية و الذل السورية ، متناسين تماماً ذل بلاد اللجوء وضياع الهوية ، ومن كفر من داخل المعتقلات والخيام بهم وبالثورة السورية .
احضان بنيامين ودماء الأردنيين :
ربما لامسنا القليل من الأمل والنشوة عشية حادثة مقتل الأردنيين الذين قتلهما المجرم “زيف” حارس السفارة ، عندما حاصر الجيش الأردني السفارة ومنع خروج المجرم منها واستدعاه للتحقيق ، ولكن الأمل تبخر عند خروج صور المجرم يحتضنه الإرهابي الأول نتنياهو بقوة داخل إسرائيل .
“قل لي يا “زيف”، هل تواعدت مع صديقتك الليلة؟” هذا ماقاله السفاح للسفاح ، هكذا ببساطة ، يخرج القاتل من التراب الأردني ليتنقل بين أحضان نتنياهو وصديقته ، ويجلس الأردنيون الآن لتناول مناسف العزاء الممزوجة بدماء الرجلين ، كما علق مغردين .
فطوبي للمقهورين الأذلاء لأنهم عند الله منصفين .
مدير التحرير