
في الذكرى الثامنة لمجزرة الكيماوي في ريف حماة الشرقي: جرائم الأسد بانتظار العدالة رغم سقوط النظام”
في مثل هذا اليوم، 12 كانون الأول، تمر الذكرى الثامنة على مجزرة الكيماوي التي ارتكبها نظام المخلوع بشار الأسد في ريف حماة الشرقي، والتي شكّلت واحدة من أبشع الجرائم التي ارتُكبت بحق المدنيين السوريين خلال سنوات الثورة. واليوم، بعد سقوط النظام وهروب بشار الأسد إلى روسيا، يبقى السؤال قائماً: هل تحقق النصر الحقيقي دون محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم؟
تفاصيل المجزرة
في 12 كانون الأول 2016، شنّت قوات النظام المخلوع هجوماً كيماوياً باستخدام غاز السارين السام، مستهدفة قرى عقيربات، حمادي عمر، القسطل، والصلالية، جروح والنعيمية في ريف حماة الشرقي. الهجوم أودى بحياة 70 مدنياً خنقاً، بينهم 35 طفلاً و14 امرأة، إضافة إلى إصابة أكثر من 100 آخرين بحالات اختناق، وهو ما أكده العديد من التقارير الميدانية والإعلاميين والناشطين في منطقة عقيربات.
وقد وثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” هذه الجريمة وأكدت أنها واحدة من العديد من الهجمات الكيماوية التي ارتكبها النظام ضد المدنيين السوريين.
النظام المخلوع لم يكتفِ بارتكاب المجازر، بل حاول طمس معالم جرائمه وإخفاء الأدلة التي تدينه، حيث قام بتجريف قرية الصلالية بالكامل بعد سيطرته عليها، في محاولة لإخفاء آثار الهجوم الكيماوي
العدالة المؤجلة
رغم انتصار الثورة السورية وسقوط النظام، يبقى بشار الأسد حراً طليقاً في روسيا، دون أن تطاله يد العدالة، وتطالب قوى الثورة والمجتمع المدني السوري في ريف حماة الشرقي، بمحاكمته مع كل من شارك في إصدار أو تنفيذ أوامر الهجمات الكيماوية، بدءاً من الطيار الذي نفّذ الهجوم وحتى القيادات العليا في النظام لإن الجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم.
تقارير “منظمة حظر الأسلحة الكيماوية” و”الشبكة السورية لحقوق الإنسان” أكدت أن النظام المخلوع مسؤول عن استخدام الأسلحة الكيماوية في عشرات الهجمات، التي تسببت في مقتل أكثر من 1510 أشخاص، بينهم 205 أطفال و260 امرأة، وإصابة نحو 12 ألفاً آخرين.
الثورة مستمرة لتحقيق العدالة
اليوم، ونحن نستذكر هذه المجزرة بعد ثماني سنوات، نرى أن الثورة السورية لم تنتهِ بسقوط نظام بشار فقط، بل تتواصل مطالبها بتحقيق العدالة لكل الضحايا. فالنصر الحقيقي لا يتحقق إلا بمحاسبة بشار الأسد وكل المتورطين في الجرائم ضد الشعب السوري، لتكون هذه المحاسبة خطوة أساسية نحو بناء سوريا الجديدة، الخالية من الاستبداد والإجرام.
إن ذكرى مجزرة ريف حماة الشرقي ليست مجرد محطة لاستذكار الألم، بل هي دعوة لكل السوريين وأحرار العالم لمواصلة النضال من أجل العدالة والمحاسبة، حتى لا تتكرر مثل هذه الجرائم في أي مكان في العالم.
علي المحمد – مصدر