لبنان يواصل إزالة رموز وصاية الأسد: نهاية إرث النظام البائد

 

يشهد لبنان حملة متصاعدة لإزالة أسماء الشوارع والنصب التذكارية المرتبطة بنظام الأسد، في خطوة تعكس رغبة اللبنانيين في طيّ صفحة الهيمنة السورية التي استمرت لعقود. وشملت هذه التغييرات إزالة أسماء شخصيات مثل حافظ الأسد وابنيه باسل وبشار من الساحات والطرق الرئيسية، استجابةً لمطالبات شعبية وسياسية متزايدة.

وبدأت بعض البلديات اللبنانية بالفعل بتغيير أسماء الشوارع والمعالم التي تذكّر بوصاية النظام السوري، لا سيما بعد كشف جرائم الأسد ضد الشعب السوري وانعكاساتها على لبنان خلال سنوات الوصاية.

ووفقًا لوسائل إعلام محلية، شهدت الأشهر الأخيرة إزالة اسم “حافظ الأسد” من عدة شوارع، أبرزها الطريق التي تربط بلدة المديرج – حمّانا ببلدة بزبدين في جبل لبنان.

هذه الحملة جاءت متزامنة مع دعوات لمحاسبة رموز النظام السوري المتورطين في اغتيال شخصيات لبنانية بارزة، مثل رفيق الحريري، جورج حاوي، وبشير الجميل، إضافة إلى مطالبات بإزالة فروع حزب البعث السوري وإلغاء الاتفاقيات التي رسخت الهيمنة السورية في لبنان.

كما دعت الكاتبة نوال برو عبر صحيفة نداء الوطن الحكومة اللبنانية إلى إزالة جميع بقايا النفوذ السوري، مؤكدة أن لبنان لا يمكنه التخلص من إرث الاحتلال السوري بالكامل دون إنهاء وجود المؤسسات الحزبية والسياسية التابعة للنظام البائد.

ورغم الزخم المتزايد لهذه المطالب، أوضح محافظ جبل لبنان، القاضي محمد مكاوي، أن تغيير أسماء الشوارع يحتاج إلى قرارات رسمية من البلديات المعنية ومصادقة وزارة الداخلية، لضمان تنفيذها وفق الأطر القانونية.

غير أن إزالة اسم “جادة حافظ الأسد” من الطريق السريع الرابط بين مطار بيروت الدولي ووسط العاصمة لا تزال تواجه رفضًا من البلديات التابعة لنفوذ حزب الله، الذي يحرص على الإبقاء على رموز الأسد وفاءً لتحالفه مع النظام السوري.

إسقاط التماثيل.. رفضٌ للوصاية السورية

لم تكن المطالبات بإزالة رموز الأسد وليدة اللحظة، بل بدأت مع انسحاب الجيش السوري من لبنان في 26 نيسان 2005، إثر اغتيال رفيق الحريري. حيث قام متظاهرون غاضبون بتحطيم تمثال حافظ الأسد في قانا، كما سُجلت حوادث مماثلة في حلبا والمرج، حيث تم تدمير تماثيل لباسل الأسد قبل أن يقوم الجيش اللبناني بإزالة تماثيل أخرى لحافظ وبشار الأسد من ساحات عامة.

وفي كانون الأول الماضي، أطلق ناشطون عبر مواقع التواصل حملة تطالب بإزالة تمثال حافظ الأسد قرب السفارة الكويتية في بيروت، وكذلك تمثال بشار الأسد في شتورا.

وجاء في الدعوة:
“احترامًا لإرادة الشعب السوري، ولذكرى المفقودين في سجون النظام، ولدماء الشهداء اللبنانيين الذين سقطوا ضحايا ظلم عائلة الأسد، نطالب السلطة اللبنانية بإزالة كل ما يرمز إلى هذا النظام المخلوع، وفي مقدمتها النصب التذكاري لحافظ الأسد قرب السفارة الكويتية في بيروت، وتمثال بشار الأسد في شتورا.”

تؤكد هذه التحركات أن الإرث السياسي للنظام السوري في لبنان يواجه نهايته الحتمية، مع تصاعد الوعي الشعبي الرافض لأي إرث يكرّس هيمنة الأسد، في مسعى لاستعادة السيادة اللبنانية الكاملة.

 

 

مصدر – صحف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى