سفاح سوريا يقتل الشائعات! .. عادل الحلبي
الشيطان لا يمرض، ولا يُقتل برصاصة، ولكنه قد يُصفَّد أياماً معلومات أو شهراً فضيلاً، ثم يُطلّ علينا برأسه و”عنقه” الطويل ليعاود الكرّة من جديد؛ يقتل الأبرياء ويسفك الدماء ويبقر بطون النساء؛ خشية ألا يحملن بوليدٍ يكون على يديه هلاكه وزوال عرشه ومقامه الذي أرعبه في يقظته ومنامه.
ظهر شيطان سوريا منذ أيام بوجهه العبوس القمطرير ليقطع الشك باليقين، وليُجهض تكهنات المحللين السياسيين، وليقصف أقلام الكُتاب والمعلقين، ويغلق في وجوههم الأبواب، فلا رصاصة أصابته، ولا جلطته أقعدته. والحقيقة أنني لم أشك للحظة واحدة في أن وراء اختفاء السفاح اللعين مرضاً، أجبره على الغياب، ليقيني بأن المَرَدة والشياطين لا يمرضون، وهذه حكمة الله جل في علاه، وله في خلقه شؤون.
أما الحقيقة التي لا خلاف عليها ولا ريب فيها، فهي أن سفاح سوريا لن يغتاله جنده الذين يعبدونه من دون الله، ولن يقتله مناهضوه، ولكن حد نهايته المرعبة سوف يكون على يد أهون مخلوقات رب العزة تبارك وتعالى، وسوف يشهد القاصي والداني عليها، لتكون لكل ظالم وطاغٍ عظة وعبرة، ولن يموت في لحظة أو فاجعة، ولكن سرير مرضه سوف يأخذ مزيدًا من الزمن لصنعه وإتقانه؛ ليتحمل رقاده عليه إلى أرذل عمر هذا الفاجر حينما يرد إليه، ولم يكن له من قوة ولا ناصر.
سبحان الذي أمدَّ له، وأنظره إلى ميقات يوم معلوم كما أنظر إبليس اللعين الذي تجبر وتكبر في الأرض! وإن اختلف خلْق كلاهما؛ هذا من نار وهذا من طين، إلا أن بشار عشق النار، والقتل والدمار، وانتهك حرمة المسلمين، وهدم المساجد، وأجبر المصلين على السجود له.
هذا “البشار المجرم اللعين” الذي يخيفه الأذان، قتَل الأبرياء الذين خرجوا عليه في ربيع العرب، أزهق أرواحهم في مذابح يندى لها الجبين حتى لُقِّب بـ”وحش القرن”: 500 ألف قتيل، و20 ألفاً تعذيباً حتى الموت، و200 ألف معتقل، و9 ملايين هجرة داخلية، و5 ملايين لاجئ لم يجدوا أوطانًا تؤويهم.
كل هذا من أجل أن يجلس على كرسي حكم سوريا الذي ورثه عن “المقبور” والده حافظ الأسد، وأراد “بشار الخراب” أن يورّث كرسي الحكم لأبنائه وأحفاده كأنها مملكة! وليست لإبادة شعب أعزل قلبه من ذهبٍ، خرج في وضح النهار يقول: “ما بنحبك يا بشار.. ما لنا غيرك يا الله”ـ فكان جزاؤهم أن أمطرهم بالقنابل المحرمة دوليًا واتهمهم بالإرهاب، في غياب ما يسمى حقوق الإنسان والمحاكم الدولية، ولم يبقَ من سوريا غير أطلال وركام ودخان ورماد وأشباح تبكي على أرواح الشهداء، وأشلاء مُزقت ودماء أريقت من أجل أن يبقى ويعلو “المعتوه” نجل “الملاعين” فوق جثث الملايين.
السؤال الآن: كيف نام هذا الكائن كل هذه الليالي، ولم يفزعه “كابوس” القتلى أو يرى في أحلامه النار التي أشعلها وهي تحاصره من كل مكان، ولم يفكر في غضب الله أو الحديث الشريف عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لَزوال الدنيا أهون على الله -عز وجل- من سفك دم مسلم بغير حق”؟!
ألم يطرأ بخياله أنه غدًا سيَنفق ثم يُقبر ويحاسبه الله على جرائمه؟ أم أنه ظن أن جنوده وحصونه والروس سوف يدفعون عنه ملك الموت؟
هكذا الطغاة لا يموتون إلا وقد فضحهم وأذلهم الله ليعتبر بعضهم من بعض، وليعلم أولو الألباب أن الرصاصة التي ستخترق رأس بشار هي دعوات المظلومين المساكين الذين قتلهم، وقصف ديارهم، هي دعوات ذعر الأطفال الذين روعهم وسحق جماجمهم، هي لعنات المساجد التي هدمها، والمصاحف التي دهسها.
لا جرم أن الله -جل في علاه- قد كتب عليه الشقاء في الدنيا، فعاث في الأرض فساداً، ولم يدَعْ ذنبًا إلا ارتكبه، ولا جرمًا إلا فعله، ونازَع الله في ردائه وكبريائه وعليائه.
يا من بقي من أهل سوريا الأبرياء الشرفاء.. يا أهل الله وخاصته: قريبًا سيأتي أمر الله في “بشار” السفاح اللعين فلا تستعجلوه.. سوف يصاب برصاصة العذاب المهين، التي لن تميته إلا وقد نخرت عظامه.. سبحان الله سبحانه!
نسأل الله رب العزة والجبروت أن يطمس على بصر “بشار”، كما أعمى قلبه وأن يشُل بدنه ويسلب عقله، وأن يختم على سمعه، ويضرب على فمه فلا ينطق بـ”آآآه” أو شهادة، وأن يذيقه عذاب الخزي بحق كل شهيد وشريد، وبحق كل طفلٍ وكهلٍ يا من تمهل ولا تهمل..
اللهم أسقه كأس الذل يتجرعه قطرة قطرة، واجعل سهمه في نحره يا صاحب العز والقدرة.. اللهم لا ترفع له راية، واجعله لمن خلفه آية، وعامله بما عاملت به فرعون وقارون وشارون، واجعل غايته خاتمته، وخاتمته بئس نهاية.. اللهم اجعل له من كل دعوة على الظالمين نصيب، إنك سميع قريب مجيب.