جواد الأسدي عاتب على اللبنانيين .. سيرين عبد النور ذاهبة إلى دمشق .. ومصممة بريطانية تستلهم خيام الزعتري

 

في حديثه لبرنامج «المشهد» مع جيزيل خوري، ذكر المخرج المسرحي العراقي جواد الأسدي سببين لإغلاقه مسرح «بابل»، الذي كان يديره في بيروت، الأول أنه، وحسب كلامه، هو أنه «إداري فاشل»، وأراد أن يعود إلى جواد المخرج، ما يعني أنه كان يعطي لنفسه كمخرج تقديراً عالياً مؤكداً، أما بالنسبة لسببه الثاني فالأسدي لا يتردد في إسقاط مدينة بحالها من أجل أن ينتصر لهزيمته في «بابل».
يقول «أتيت إلى مدينة التعدد الجمالي والمعرفي، لكن في تسع سنوات كان هناك سقوط مشاهد عديدة في عيني، لعدد غير قليل من أصدقائي الشعراء، الذين غادروا شعريتهم إلى السياسة، وسقوط عدد من الصحافيين الذين غادروا مهنيتهم إلى البازار، وهم لم يكونوا يعرفون أن هذه المدينة هي مدينة معرفة وثقافة. هذا المشهد أزعجني كثيراً. ثم إن البنوك، التي يفترض أن تعمل على حماية المدينة، هي بنسبة 99 بالمئة منها بنوك طائفية عنصرية، لمست ذلك بيدي وأنا أتقدم إليها بملفات (تمويل) ترفضها لأنني عراقي، وربما لأنني شيعي، رغم أنني علماني».
غريب كيف يطالب الأسدي البنوك التي تتعامل عادة مع ملفات وأرقام أن تضع أموالها بين يدي «إداري فاشل»، هذا إذا سلّمنا بأن الشق الثاني من الأسدي أحسن حالاً من الإداري، ولعل أصدقاء الفنان العراقي من شعراء وصحافيين يعرفون جيداً تلك الحقيقة، ولعلهم كانوا في موقفهم من «بابل» ينتصرون لمدينتهم التي يحبون، هم الذين لن ينتظروا دروساً من أحد في حب مدينتهم وتقديرها.

الحارة السورية المستباحة

أثيرت أخيراً ضجة بخصوص محاولة نقيب الفنانين السوريين زهير رمضان منع ممثلين لبنانيين غير مرضي عنهم من المشاركة في مسلسلات سورية. قالت الأنباء إن النقيب سيمنع سيرين عبد النور من المشاركة في مسلسل «قناديل العشاق» بسبب سابقة زيارة الفنانة لمخيمات اللاجئين السوريين في لبنان. لكن من أولى من الممثل اللبناني المعروف رفيق علي أحمد لتكذيب تلك الشائعة، فالرجل عاد أخيراً من الشام بعد تصويره لدور استثنائي لعبه في ذلك المسلسل.
علي أحمد اعتبر الدور تحدياً كبيراً له، قال إنها المرة الأولى التي يلعب فيها ممثل لبناني شخصية زعيم الحارة الدمشقية، تلك التي لعبها من قبل الفنان الراحل رفيق سبيعي.
ولو! إنه دور صغير عليك يا علي، أنت يليق بك بطل المسلسل برمته! لقد مضى ذلك الزمن الذي نتحدث فيه عن لبنانين مشاركين في مسلسل سوري، فالسوريون، كما ترى، موزعون في أرجاء الأرض، شعراء وصحافيين وكتاب سيناريو وسينمائيين ونجوم تلفزيون، مكسيم خليل وفارس الحلو وسامر المصري وإياد أبو الشامات وسوسن أرشيد وريم علي، وسواهم.. وبداهةً فإن البطل على الأرض ينبغي أن يأخذ دوره بطل في المسلسل، فما هذا الأخير سوى تصديق للواقع. هذا الختم لتلك المضبطة.

فستان من خيمة في الزعتري

«الأناقة في حرية التحرك»، هذا واحد من أبرز الشعارات التي أطلقتها مصممة الأزياء الفرنسية الشهيرة كوكو شانيل، وبات عنواناً لموجة مديدة في تصميم الأزياء. غير أن المصممة البريطانية هيلين ستوري ذهبت عكس القاعدة تماماً حين صممت فستاناً من خيمة حقيقية عاش فيها لاجئون سوريون في مخيم الزعتري، رغم كل الثقل والقسوة التي تحملها المادة.
أرادت المصممة العالمية ستوري، وهي تكرّس عملها منذ العام 2013 لخدمة قضايا اللاجئين، أن تجد مادة مؤثرة أو نسيجاً يمثل مفهوم «الوطن»، كما «أرادت أن يكون فيها (في القماشة) جزءاً من الإنسانية»، فقررت أن تصنع فستاناً من قماش تلك الخيمة.
«العربية» استضافت الفنانة، وعرضت في ركن في الاستديو أثناء المقابلة الفستان الذي أطلقت عليه مصممته عنوان «فستان لزمننا». ولم تغفل كاميرا البرنامج عن تفاصيل الفستان، تجولت مراراً وتكراراً على سطحه، وعاينت الحبال التي تشدّه هنا وهناك، ولم تنس أن تتوقف طويلاً عند شعار الأمم المتحدة المتروك كما هو على الفستان. كما لم تنس وجه الفتاة التي ارتدته. وجه حزين ونحيل، وذراعين سمراوين مع وشم غامض. انطباع رائع ترك على وجه فتاة الأزياء. لا بدّ أنها ممثلة، وربما تستحق التجربة مقابلة معها هي الأخرى.
الفنانة المصممة قالت إنها لم ترد أن تقدم العمل للناس (جاء بالتعاون مع مفوضية اللاجئين) في عرض أزياء تقليدي، فبرأيها ذلك يقلل من أهميته. هذا يعني أنها تعاملت مع هذا الفستان لا كمجرد زيّ بل كعمل فني تركيبيّ (installation)، وهو يستحق أن يكون كذلك بالفعل.
إنه عمل مؤثر للغاية. مؤثر أن يمتلئ الفن بكل هذا النبل والجمال والتقدير العالي لمآسي البشر.

الفلسطينيون كمصمي أزياء

الآن في إمكان أجيال من فلسطينيي ما بعد النكبة أن يفخروا، ويعلنوا حقيقة أخفوها مراراً، وهي كونهم أول مصممي أزياء حوّلوا أكياس الطحين، التي استلموها من إعاشة «الأونروا» إلى ثياب داخليـة، خيـطت من دون أي إمـكانية للتـخلص من شـعار «الأونروا». نعـم، لقد كانت «الأمم المتحدة» في ثيابنا الداخلية. سيكون من الممتع للغـاية لو أن معرضاً يسـتعيد تلك «اللانـجري» الفلسـطينية الفـريدة.

 

 

 

 

 

 

 

راشد عيسى | القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى