كيف سيقبض “ملك الموت” روح بشار الأسد؟ .. مهدي مجيد عبد الله
الموت حل لكل الأمور المستعصية، حكمة استنبطتها من تجاربي القليلة في الحياة، تجارب كانت معظمها مريرة ولا أدري ما تخبئه لي الأيام القادمة.
والموت نوعان؛ إرادي ولا إرادي، الإرادي أن تقتل نفسك بنفسك، وهو موت مقدس وبطولي كما يقول الفيلسوف العبقري نيتشه، وأضيف إلى كلامه أنه موت النخبة من المبدعين والعظماء والفلاسفة والسياسيين المؤثرين على مر التاريخ، اللاإرادي موت مفروض عليك يأتيك على غفلة، ويأخذ روحك وإرادتك وحرارة جسمك ووعيك وكل شيء فيك، ويتركك جثة هامدة باردة.
بدافع الفضول المعرفي بحثت عن الموت؛ مفهومه وطرقه وأنواعه، وقد عثرت على ما يجعل الجسد يقشعر، والذي شدني كثيراً شخصية ملك الموت (عزرائيل) الملاك الموكل بقبض أرواح الكائنات كافة، بشرية كانت أم جنية أم حيوانية.
ورد في أحاديث نبوية ما ملخصه وفحواه (أن ملك الموت تفزع منه الملائكة أشد من فزع أحدكم من السبع، وأن حملة العرش إذا قرب ملك الموت من أحدهم ذاب حتى يصير مثل الشعرة من الفزع منه).
وجاء في آثار التراث الإسلامي (أن ملك الموت ينتزع روح بني آدم من تحت عضوه وظفره وعروقه وشعره، ولا تصل الروح من مفصل إلى مفصل إلا كان أشد عليه من ألف ضربة بالسيف)، هذا في حال كان المرء مسلماً متقياً غير عاص لأوامر الله، فما بالك بشخص غير مؤمن.
***
لا أخفيك صديقي القارئ أنني أشفق على ملاك الموت حين قبضه لروح بشار الأسد، أكيد أنه سيحتار كيف سيقبضها ومن أي مكان من جسده يأخذها؛ لأن الشخص العاصي لله والمؤذي للبشرية، يجب لأن تكون عملية قبض روحه معقدة ومؤلمة بقدر ما ارتكبه من ذنوب، والله يطالب ملك الموت بذلك.
يا ترى ماذا سيفعل ملك الموت مع روح بشار؟ وكيف يقبضها مجزياً له الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها بشار؟ شخصياً وردت ببالي فكرتان:
1 – أن يطالب ملك الموت الله أن يجمع له أرواح الطغاة كافة ويعجنها في روح واحدة ويركبها مع روح بشار عند قبضه إياها، والسبب أن بشار مارس كل فنون وأساليب الطغاة الذين قبله في العالم للقضاء على الشعب السوري، لا بل زاد عليها أيضاً.
2- أو أن يخرج روح بشار من (أنفه) وهذه عملية قبض روح لم يسبق أن فعلها ملك الموت مع أحد من الكائنات، وبما أن بشار فعل ما لم يفعله غيره مع أهل بلاد الشام، فإن قبض روحه يجب أن يكون استثنائياً وغير مجرب لا سابقاً ولا لاحقاً.
كل شخص عندما يقع عليه ظلم واضطهاد تعتبر اللحظات الأولى أصعب اللحظات عليه، ويكاد لا يذكر مما وقع عليه سوى البداية منه، وحتى عندما تفرج عليه وتمر الأيام وبين الحين والآخر تنتعش ذاكرته بما وقع عليه من مصاعب نراه يركز الحديث على أولى اللحظات.
وبما أن بشار الأسد مهما فعل به في هذه الدنيا لا يوفيه حق استبداده وطغيانه، عليه أتمنى له خروج روحه بصعوبة وألم مع حصر ذاكرته الأخروية باللحظات الأولى من قبض روحه؛ كي يعيش في عذاب دائم، شخصياً أتمنى أن يتم قبض روحه من أنفه.
***
ألم يكُ الموت علاجاً جذرياً لصدام والقذافي وغيرهما من السلف الطغاة؟ ألم يضع الموت نهاية لهتلر وموسوليني وستالين؟ في حين أن غيرهم وإن تمت إزاحتهم عن الحكم لكنهم بقوا يشكلون خطراً وتهديداً على أمن الشعوب والأفراد، على سبيل المثال عزة إبراهيم الدوري، نائب الرئيس العراقي المقبور صدام حسين، مع أنه لا يتواجد في السلطة السياسية العراقية، لكن لديه تأثير وإن كان قليلاً، وذلك عن طريق الحركة النقشبندية الجهادية التي يمولها مالياً ومعنوياً، ولو أن الدوري كان ميتاً لكان شره بعيداً كل البعد عن العراق والعراقيين.
ما ذكرته ينطبق على بشار الأسد أيضاً؛ إذ إن الموت هو الحل الوحيد لهذا الطاغية وغيره من أزلامه وأتباعه، هذا الطاغية لا تنفع معه أي عملية سلام وحتى إن خرج من سوريا وذهب إلى أبعد وأقصى نقطة في هذه البسيطة سيبقى يشكل تهديداً على سوريا، لا أشجع ولا أحرض على قتل بشار أو غيره من الطغاة والمستبدين، لكن أدعو عليهم بالموت العاجل؛ كي يريحوا ويرتاحوا.