من قلب إعلام الأسد.. السوري “يلفظ أنفاسه الأخيرة”

يبدو أن أزمة النظام السوري إثر الانهيار الاقتصادي الذي ضرب أغلب مرافقه، وسط انهيار غير مسبوق في قيمة الليرة، والتي بلغت 4000 ليرة مقابل الدولار الأميركي الواحد، منذ أيام، قد بدأت بتجاوز محظوراته الإعلامية التي تمنع الإشارة المباشرة إلى حجم “الكارثة” الفعلي، خاصة قبل الانتخابات الرئاسية المرتقبة في الأسابيع القليلة القادمة، وحاجة الأسد، لتصوير الأوضاع في البلاد، بصورة مقبولة.

وفي تفاصيل اشتداد أزمة النظام الاقتصادية، إعلانٌ صريح هو الأكثر حدة، ورد في صحيفة “تشرين” التابعة لإعلام الأسد، اليوم الأحد، ورد فيه، أن السوري “الفقير يلفظ أنفاسه الأخيرة” من “الفقر” و”القهر” و”الظلم” بحسب مقال نشر في الصحيفة المذكورة.

مكافحة الفساد بعروض وندوات

واعتبر مقال الصحيفة أن ما يتم تداوله من مظاهر مكافحة الفساد، في البلاد، صار “عروضاً وندوات” في حين أن ثمة من يتباكى “على الناس خوفاً، من المرض” حتى بات “صوت كل مواطن، يقول: في زمن الكورونا، نواجه ما هو أسوأ من الموت” بحسب مقال الصحيفة المنشور بعنوان “بين الجوع والكورونا”.

وأضاف في إشارة إلى أن المعاناة من الجوع أشد حتى من خطر الفيروس المستجد: “قد يكون الجوع، أقسى وأمضى من المرض” .

“أطول رسالة حب لرجل السلام”

وفي غضون تأكيد صحيفة النظام، أن السوري يلفظ أنفاسه الأخيرة، فقراً وقهراً وظلماً، وأن الفقراء ينحدرون “كل ساعة” إلى ما وصفته بـ”الواقع الأليم” تبدأ غداً، الاثنين، حملة لجمع توقيعات “مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية القادمة”، بحسب تأكيد إعلام النظام.

وذكرت “الثورة” الناطقة باسم نظام الأسد أن الحملة التي أطلق عليها اسم “أطول رسالة حب ووفاء في العالم لرجل السلام الأول” كما تصف الرسالة رئيس النظام، ستبدأ عملها، من جبل قاسيون، في العاصمة دمشق، بحضور “رسمي وشعبي” بحسب تعبيرها.

من يوم الانقلاب إلى يوم “البعث”

ونقلت عن منظم الفعالية، قوله إن “الرسالة الوطنية” هي عبارة عن قطعة قماش طولها ألفا متر، تجرّها عربة محاطة بأربع عشرة فتاة.

وأوضح منظم الفعالية أن قطعة القماش المذكورة، ستحمل تواقيع مليونين ونصف المليون، من أنصار النظام، بعد أن تزور الحملة “جميع المحافظات” ثم العودة إلى دمشق، فيما لا يسيطر النظام السوري على غالبية شمال البلاد، وشرقها، ولا تزال مناطق واسعة في ريف اللاذقية الشمالي، بيد فصائل معارضة مسلحة، فضلا من مناطق في الجنوب، تحت سلطة معارضي الأسد، كمنطقة التنف، ومناطق واسعة من محافظة درعا الجنوبية.

وكانت وسائل إعلام النظام السوري، قد تحدثت أواخر العام الماضي، عن فعالية “أطول رسالة حب” تترافق مع “الانتخابات الرئاسية” دون أن تتطرق إلى موعدها. وبحسب إعلام النظام السوري، فإن اختيار موعد الحملة، في الثامن من آذار مارس، ليكون مترافقاً مع احتفال النظام، بهذا اليوم، وهو يوم الانقلاب البعثي سنة 1963، والذي مكّن حافظ الأسد، لاحقاً، ومن بعده ابنه بشار، من حكم سوريا، بفترة تزيد عن خمسين عاماً.

فيما تم اختيار يوم السابع من نيسان/ أبريل، موعداً لنهاية الحملة، وهو يوم احتفال النظام بتأسيس “حزب البعث” الذي يكون الأسد أمينه العام، والذي يعود تاريخ انطلاقه إلى 7 نيسان/ أبريل عام 1947.

“لا شرعية للأسد وانتخاباته”

ويشار في هذا السياق إلى أن الإعلان الأول عن حملة التوقيعات، تضمن تسليم الرسالة إلى رئيس النظام بشار الأسد، فيما لم يتحدث الإعلان الثاني عن الحملة، عن مصير تلك الرسالة وما إذا كانت ستسلم إلى الأسد، أم لا.

ويعتقد على صعيد واسع في سوريا أن حملة “أطول رسالة حب في العالم” هي جزء من حملة تدشين الأسد لحملته الانتخابية، من ضمن مظاهر أخرى كحملة “الأسد خيارُنا”، لإعادة انتخاب نفسه، رئيسا، ما بين منتصف نيسان/ أبريل، ومنتصف أيار/ مايو القادمين، وسط رفض محلّي وإقليمي ودولي واسع، لبقائه في السلطة.

في السياق، دشّنت أحزاب وتيارات وشخصيات سورية معارضة، أوائل العام الجاري، حملة “لا شرعية للأسد وانتخاباته” رداً على سعي الأسد للبقاء في السلطة، وبهدف إحباط جهود رئيس النظام، لإجراء انتخابات رئاسة الجمهورية.

وبيّن منظمو حملة “لا شرعية للأسد وانتخاباته” في وقت سابق، لـ”العربية.نت” أن سعي الأسد لإعادة ترشيح نفسه، يتعارض مع إرادة غالبية السوريين، كما يتعارض مع إرادة المجتمع الدولي، وأن الحملة تهدف لإجهاض ذلك المسعى، ولإظهار أن بقاء الأسد، يعني بالضرورة، عدم الاستقرار سواء في سوريا أو في المنطقة، وسيفاقم الأوضاع الاقتصادية المتردية، لأنّه سيكرّس اقتصادا سوريا مهيمناً عليه من قبل منظومة الفساد الحاكمة، بحسب منظّمي الحملة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى