انفلات أمني ومأساة إنسانية تتجسد في “محاولة اختطاف مريضة سرطان بمشفى المجتهد بدمشق”
في ظلّ الأوضاع المعيشية والسياسية المتردية التي تعيشها العاصمة السورية دمشق، حيث تغيب السلطة القانونية ويعاني المواطنون من انهيار اقتصادي وانتشار الميليشيات المسلحة، تتكرر الحوادث التي تعكس حجم الفوضى الأمنية وانعدام الأمان.
تواصلت معنا السيدة وفاء. د، التي رفضت أن نكشف اسمها الحقيقي خوفاً من سلطات الأمر الواقع في سوريا، عبر صحيفة “مصدر” لتروي قصتها المأساوية. وهي مريضة سرطان تواجه تحديات الحياة بين المرض والفقر. قالت وفاء إنها توجهت إلى مستشفى المجتهد في دمشق لتلقي جرعة العلاج، لكنها تعرضت لحادثة مرعبة كشفت عن عمق الفوضى الأمنية التي تعيشها المدينة.
بحسب وفاء، وصلت إلى المستشفى وسط زحام خانق عند المدخل، ما دفعها إلى الاستعانة بشاب أشار عليها باستخدام الباب الخلفي للدخول. وما إن تبعت تعليماته حتى فوجئت بشخص يحقنها بإبرة بالقرب من كتفها، مما أفقدها القدرة على الحركة.
استفاقت وفاء لتجد نفسها محتجزة في غرفة معزولة، حيث هددها خاطفوها وابتزوها. رغم إخبارهم بأنها مريضة سرطان ولا تملك سوى مبلغ بسيط مخصص لعلاجها وأسورتين من الذهب، أقدموا على سرقة ما بحوزتها. وبعد أن أدركوا أنها لا تملك المزيد، أطلقوا سراحها.
الحادثة تسلط الضوء على واقع الانفلات الأمني في دمشق، حيث باتت العصابات المسلحة تمارس الخطف والابتزاز وسط غياب أي رادع قانوني. وتتزامن هذه الوقائع مع تفاقم النشاطات الإجرامية الأخرى، مثل تجارة المخدرات وعمليات التهريب التي تسيطر عليها ميليشيات مدعومة من إيران، ما يزيد من معاناة الشعب السوري في ظلّ صمت دولي مطبق.
مصادر محلية تحدثت عن تزايد الحوادث المشابهة في دمشق ومحيطها، حيث يتم استهداف الفئات الضعيفة من مرضى وكبار سن وأطفال لأغراض ابتزازية، أو حتى للاتجار بالأعضاء البشرية.
تواصل وفاء مع “مصدر” يفتح الباب أمام ضرورة إلقاء الضوء على معاناة المواطنين اليومية، حيث بات غياب الأمان في سوريا هو القاعدة وليس الاستثناء.
مصدر – خاص