
غموض حول مستقبل اللاجئين في المانيا
بعد سقوط نظام بشار الأسد، احتشد السوريون في شوارع ألمانيا للاحتفال بانتصار طال انتظاره، لكن هذه الفرحة تصاحبها مخاوف حول مصير اللاجئين في البلاد.
ألمانيا تحتضن نحو مليون سوري، أغلبهم وصل خلال أزمة اللاجئين بين عامي 2015 و2016 عندما فتحت حكومة أنجيلا ميركل الأبواب للفارين من الحرب في سوريا. في تلك الفترة، كانت التوقعات تشير إلى أن ألمانيا قادرة على استيعاب اللاجئين. إلا أن النقاش حولهم عاد للواجهة بعد سقوط الأسد.
مع إجراء انتخابات مبكرة في فبراير المقبل، تصدرت قضية اللاجئين الأجندة السياسية. السياسيون اليمينيون والمحافظون يشددون على ضرورة عودة السوريين إلى بلادهم إذا أصبحت آمنة.
ماركوس زودر، زعيم المحافظين في بافاريا، أكد أن “اختفاء سبب اللجوء يعني انتفاء الحق القانوني للبقاء.” وذهب ينس سبان إلى اقتراح تقديم حوافز مالية للسوريين للعودة، بينما استغلت أليس فايدل من حزب “البديل من أجل ألمانيا” الوضع للتحريض ضد اللاجئين.
استياء من الخطاب السياسي المتطرف
على الجانب الآخر، انتقدت شخصيات يسارية وخضراء هذه التصريحات ووصفتها بالشعبوية. وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك حذرت من استغلال الوضع في سوريا لأغراض انتخابية، معتبرة أن المشهد في سوريا لا يزال غامضًا وغير مستقر.
أوقف المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في ألمانيا النظر في طلبات لجوء السوريين حتى تتضح الأوضاع في سوريا. القرار يشمل نحو 47 ألف طلب، لكنه لا يؤثر حاليًا على الحاصلين على حق اللجوء مسبقًا.
تشير الدراسات إلى أن السوريين المهاجرين يميلون للاندماج بنجاح، حيث يعمل الكثير منهم في قطاعات مثل الرعاية الصحية، ووصل بعضهم للحصول على الجنسية الألمانية. إلا أن عدم استقرار الوضع في سوريا والنقاشات السياسية في ألمانيا يتركان مستقبلهم في حالة من الغموض.
رغم الاحتفالات بسقوط الأسد، يواجه اللاجئون السوريون في ألمانيا تحديات متزايدة، من بينها خطاب سياسي متشدد وقرارات قد تؤثر على وجودهم في البلاد.
- ألمانيا : “الترحيل إلى سوريا أمر لا مفر منه”.. تغيير سياسة الهجرة
- مسؤول الهجرة في ألمانيا يحذر اللاجئين من السفر إلى بلدانهم
رصد