محاولة اغتيال هادي العبد الله والغوغائية الإعلامية .. د. عوض السليمان.
كانت “مصدر” قد حصلت على معلومات متضاربة، وأخبار متفرقة، تلمح إلى تورط جهات محددة بمحاولة اغتيال الناشط الصحفي، وأحد رموز الثورة هادي العبد الله.
المهنية الإعلامية، تقتضي ألا نستبق الأمور بحال، وألا نشير إلى أي جهة بعينها، ما لم تتوافر أدلة قاطعة على تورط تلك الجهة بهذه الجريمة. وتقتضي أخلاق الصحيفة التي ننتمي إليها، ألا نردد ما يقوله العامة، وما تثيره الشائعات حول الحادثة، إلا أن تتبنى جهة ما مسؤوليتها بشكل واضح، أو أن يقدم الناشط العبد الله بنفسه تفسيرات لما حدث.
الإشارة إلى جبهة النصرة يحتاج إلى دليل قاطع، كأن تتبنى الجبهة العملية، وكذلك فالحديث عن جند الأقصى يعوزه الدليل، وليس له إلا معنى واحد، وهو أن الصحافة بدورها وقعت في فخ الغوغائية والجريمة المهنية أيضاً.
لا تقبل صحيفة مصدر بحال أن تكرر ما تقوله مواقع التواصل الاجتماعي دون بينة، ولا أن تردد ما يحكيه إعلام بشار الأسد المريض. ولا نقبل بأي حال التلميح إلى أي فصيل ثوري قبل تبن واضح للحادثة.
المسألة الثانية التي أثارت فضولنا من الناحية الإعلامية، هي تهرب بعض الصحفيين من شن حملة إعلامية كبرى للتذكير برمزية هادي العبدالله عند السوريين معظهم، والتركيز على سجله المشرف في هذه الثورة، حيث غدا مواطنا صحفيا من الطراز الأول للدرجة التي سيذكر فيها اسمه لاحقاً في كتب الإعلام. وبدل من ذلك فقد توجه هؤلاء بدل الحديث عن الجريمة، للحديث عن صور هادي، هل يجوز نشرها أم لا، وقد تهرب هؤلاء من استحقاق الدفاع عن هادي وإنكار الحادثة من خلال التركيز على قضية صور الاغتيال، وما هؤلاء إلا عار على الصحافة كلها، وأولى بهم أن يكونوا مخبرين في صحيفة البعث في أحسن الأحوال.
المسألة الأخيرة، فقد بحثت في مواقف أعضاء الائتلاف الذين صنعهم هادي العبد الله، وزملاؤه، فوجدته أقرب إلى رأي السيد معاذ الخطيب بأن شمس دمشق سوف تشرق من موسكو، هؤلاء ليسوا عالة على الإعلام بل وعلى السياسة أيضاً وعلى هادي العبدالله نفسه.
رئيس التحرير
مهما حدث في سورية منذ أربع سنوات فالمتهم الوحيد هو جبهة النصرة ، و ذلك لإعلام النظام و إعلام ما تسمى ” المخالفة ” . و هذا يرينا المستوى الإعلامي للجانبين كليهما. يعني مستوى الصفر.