متى يشبع الجشعون
منذ انفجار الثورة السورية و مراكز الاعتقال في سورية تعمل بحركة دؤوبة على تصفية أرواح هؤلاء الثائرين ، ملبية بذلك حاجة النظام في التخلص من كل ما يهدد أمنه و وجوده ، و في ذات الوقت محققةً لأهدافها في ملئ كروش أصحابها من غنائم فرائسها ، الذين يتلقون من ألوان التعذيب ما لا يقدر أحد على تحمله ، و يموتون تحت التعذيب.
هدفين بهدف !!!..
و إن ما حصل في معتقلات و سجون النظام لم يعد خافياً على أحد . حيث يتم الإعلان عن موت المعتقل المستهدف لسرقة أحد أعضاءه قبل وفاته بيومين ، فيؤخذ إلى المشفى بحجة حاجته إلى عمل جراحي، لتسرق منه الأعضاء ، ثم تقطع منه الأنفاس. و قد تجهزت لذلك أطقماً عديدة في مشافي الجيش كمشفى 601 العسكري بالمزة ،و مشفى تشرين العسكري في دمشق ، و قد روى لنا العديد من أقارب الضحايا عن قيود و شروط عند دفن أقاربهم ممن تعرضوا لعمليات سرقة الأعضاء ، وعن التهديد بالاعتقال في حال مخالفتهم هذه الشروط .
كذلك دخلت مشافي وزارة الصحة كمشفى المجتهد ضمن الدائرة السوداء للمشافي التي تنفذ فيها عمليات سرقة الأعضاء ،و حسب ما أفادنا شهود عيان، فإنه يكفيك الخروج من الباب الخلفي للمشفى لتجد سيارات شاحنة واقفة و مغطاة بسواتر قماشية يحسبها الرائي سيارات أتربة . لولا أن قدماً بشرية قد تدلت من تحت الشادر الساتر لإحدى السيارات لتكشف عن حمولة هذه السيارت التي تذهب بحمولتها من الجثث إلى المقابر الجماعية حيث يصعب على أحد إحصاء ما تمت سرقته من هذه الجثث ،و بعدها يتم تسجيلهم على أنهم مفقودين .
تجارة داخلية و تجارة خارجية
لم تقتصر جهود هؤلاء المستثمرين لتجارة الأعضاء البشرية على من هم تحت وطأة الاعتقال .. و إنما تجاوزتها إلى خارجها ممن هم في قائمة المطلوبين . و الذين يخشون بقائهم داخل القطر، لتقدم لهم الحماية (المأجورة) و التعهد بتهريبهم خارج القطر ، مقابل تنازلهم عن ما يلزم من أعضائهم ( على أنه تبرع ) ثمناً لحياتهم و نجاتهم .
و كعمل نبيل يتم منحهم بعض الدولارات من أجل إكمال طريقهم إلى بلد اللجوء. و هنا تكمن الصفقة بينما يعطى للمتبرع المزعوم من مبلغ هزيل لا يتجاوز الثلاثة آلاف دولار على أبعد تقدير، و بين ما يباع الجزء المتبرع به في السوق السوداء ، قد يصل الفرق إلى خمسة عشر آلف دولار تذهب إلى كروش هؤلاء المتاجرين من جماعة النظام وأزلامه .
ازدهار تجارة الأعضاء
و قد امتد نشاط أصحاب الكروش إلى اللاجئين الفارين من القطر إلى بلدان الجوار ، حيث خصص لذلك جماعات ممن سموا أنفسهم ناشطين لحقوق الإنسان. حيث يرتادون مخيمات اللاجئين على أنهم يحملون إليهم و إلى أطفالهم الحب و المواساة ، و يدخلون خيامهم ، و يستمعون إلى قصصهم و معاناتهم بزعم مساعدتهم في إيجاد الحلول لمعاناتهم .. و طبعاً هم جاهزون لمساعدتهم مقابل شيء من أعضائهم و (يهمسون في آذانهم) و يصورون لهم الأمر على أنه الطريق إلى السعادة و المستقبل المشرق بعد حصولهم على المال ، ليشقوا طريقهم نحو بلاد اللجوء البعيدة و خلاصهم من الفقر و التشرد في مخيمات اللجوء .
وبعد.. إلى أين ؟؟؟!!!
وهنا يتطرق إلى أذهاننا العديد من الأسئلة.. كيف يمكن لهؤلاء العصابات الوصول إلى ضحاياهم ، دونما اعتراض من أحد ؟
ألا يوجد أوصياء على هؤلاء اللاجئين؟
أين هي عين الأمم المتحدة الراعية اللاجئين ؟ أم أن وجودها هو مجرد افتراض ؟
هل عدنا إلى عصر الفاندالز .. حتى أننا أصبحنا نأكل أجساد بعضنا البعض ؟
هل يوجد من يراقب و يمنع هذه الجرائم ؟
هذا الأمر برسم من يهمه فعلاً صون سلامة و كرامة الإنسان .. فهل من مجيب ؟؟؟!!! .
مها.م