هلاك نجل مهندس تفجير “الخبر” في صفوف “حزب الله” الارهابي
في ظل استمرار المعارك بين “حزب الله” الارهابي وإسرائيل داخل لبنان، ظهرت تقارير عدة تشير إلى وجود عناصر من دول عربية ضمن صفوف الحزب في جنوب لبنان، إذ كشف مصدر ميداني لبناني عن هلاك ثلاثة عراقيين حتى الآن، وهم عباس عبدالحسين الخفاجي وعدي رزاق اللامي ومحمد قاسم الغزي، مع مواطن من اليمن والسعودي عمران كريم، إضافة إلى عدد من الفلسطينيين ينتمون الى حركة “حماس” و”الجهاد الإسلامي”.
ولم ينع “حزب الله” الارهابي بشكل رسمي عناصر عرب أو أجانب كما يفعل مع عناصره، باستثناء عمران كريم الذي انتشرت صورة نعي له، كما حصل مع من قُتل في صفوف الحزب خلال الأشهر الماضية، في حين أعلنت صفحات قريبة من الحزب مقتل العناصر العرب الآخرين، وكذلك صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تابعة لفصائل عراقية.
وعادة قد تكون مشاركة عناصر أجانب نتيجة للتداخل الطائفي أو الانتماء العقائدي، ويتجنب الحزب الإعلان رسمياً عن هؤلاء لتجنب إثارة الجدل حول طبيعة الحرب الطائفية.
ووفق مصدر أمني لبناني فإن مشاركة مواطنين عرب في القتال إلى جانب الحزب “ضئيلة ومحدودة جداً وغالباً ما تكون فردية، وبشكل عام فهم يقيمون في لبنان منذ أعوام طويلة”، ولم يحضروا خلال الأشهر الماضية إلى البلد، مؤكداً عدم وجود حركة انتقال لعناصر عبر الحدود اللبنانية مع سوريا، وجازماً عدم وجود فصائل قريبة من إيران تقاتل إلى جانب “حزب الله”.
لكن المصدر الأمني لم ينف إمكان وجود عناصر من تلك الفصائل في لبنان، لافتاً إلى أن الحزب لديه حرية التنقل عبر الحدود مع سوريا والتي غضت النظر عنها الحكومات اللبنانية السابقة، مما أدى إلى إنشاء عشرات المعابر غير الشرعية بين البلدين، وعبرها حدث نقل السلاح والعناصر إلى الداخل.
مواطن سعودي
وفي السياق نعى أنصار “حزب الله” المواطن السعودي عمران أحمد المغسل المعروف باسم عمران كريم، معلنين أنه أول سعودي من صفوف الحزب يقتل في جنوب لبنان.
وفي حين تناقلت وسائل إعلام عربية ولبنانية أنه قتل في مدينة صور التي لا تشهد معارك مباشرة مع القوات الإسرائيلية، تشير المعلومات إلى أنه قتل خلال غارة إسرائيلية مع مجموعة من عناصر الحزب كانت في مهمة عسكرية على مشارف بلدة مارون الراس الحدودية في السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري حيث وجدوا في أحد المنازل، ولم يعرف إذا كانت المهمة لوجيستية أو عسكرية، وقد عملت فرق الدفاع المدني على سحب جثته بعد التنسيق مع إسرائيل عبر قوات الـ “يونيفيل”، وشُيع في الـ 10 من نوفمبر الجاري في “روضة الحوراء” بالضاحية.
وينحدر عمران من مدينة القطيف في المنطقة الشرقية من السعودية، وكان يعمل منذ أعوام عدة طبيب أسنان في ضاحية بيروت الجنوبية، وقيل إنه نجل أحمد إبراهيم المغسل المعروف بأبي عمران، والذي يُعتبر زعيم الجناح العسكري لتنظيم “حزب الله الحجاز”.
ويُتهم المغسل الأب بالضلوع في تفجير أبراج الخبر عام 1996 الذي أسفر عن مقتل 19 جندياً أميركياً إضافة إلى مواطن سعودي، وقد وضعت السلطات الأميركية مكافأة مقدراها 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه، وفي عام 2016 نجحت الاستخبارات السعودية في القبض عليه وسط بيروت ونقله إلى الرياض.
حلقة وصل
وفي السياق سلط الصحافي اللبناني المتخصص في الشؤون الخليجية طارق أبو زينب الضوء على الدور المحوري الذي لعبه عمران كريم في هيكلية الأنشطة الاقتصادية واللوجستية لـ “حزب الله”، ووصفه بأنه شخصية بارزة تولت أدواراً معقدة ومتداخلة، إذ كان حلقة وصل بين الحزب ومؤسسات اقتصادية في الخارج، وأدار شركات سياحية في لبنان وإيران وعيادات طبية في لبنان، كاشفاً عن أن هذه المؤسسات اُستخدمت كواجهات لتبييض أموال الحزب، ومشيراً إلى أن المغسل كان يُعرف داخل التنظيم بلقب الداهية بسبب حنكته في إدارة العمليات الاقتصادية.
وأضاف أبو زينب أن علاقة عمران كريم الوثيقة بقيادات بارزة في “حزب الله”، ومنهم هاشم صفي الدين وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، عززت مكانته فبات يدير شبكة مالية تشمل لبنان وسوريا والعراق واليمن، حيث عمل على نقل الأموال ودعم ميليشيات الحوثي.
وأوضح الصحافي اللبناني أن المغسل كان على تواصل دائم مع عناصر شيعية في منطقة القطيف السعودية، واصفاً إياه بـ “شريان التحريض وزعزعة الاستقرار”.
التدخل في الشؤون الخليجية
وأوضح أبو زينب أن “حزب الله” جعل من الضاحية الجنوبية لبيروت ملاذاً آمناً للفارين من العدالة في دول الخليج، وأطلق عليهم تسمية “المعارضة في الجزيرة العربية”، ودعمهم عبر تقديم منصات إعلامية ومؤتمرات لتحريضهم على دول مجلس التعاون الخليجي برعاية مباشرة من رئيس الهيئة التنفيذية في “حزب الله” هاشم صفي الدين، لافتاً إلى أن المغسل عمل مع المدعو علي هاشم على ملف تجنيد الشيعة السعوديين في القطيف. وأضاف أن والد المغسل الأب كان العقل المدبر لتفجير الخبر عام 1996 بالتعاون مع “تنظيم القاعدة” و”خلية حزب الله في الحجاز”، مما يعكس عمق العلاقة بين “حزب الله” والتنظيمات الإرهابية.
وكشف عن أن “حزب الله” قام سابقاً بتجنيد أكثر من 1000 بحريني عبر “جمعية الوفاق” التي اتهمتها السلطات في المنامة بتوفير “بيئة حاضنة للإرهاب” قبل حلها قضائياً عام 2016، وأن الحزب ساعد في إخراجهم من البحرين إلى دول أخرى مثل العراق ولبنان حيث تلقوا تدريبات عسكرية في البقاع، إضافة إلى دورات في مراكز دينية بالضاحية الجنوبية.