اسرائيل تقدم عرضاً لنظام أسد مقابل رفع العقوبات عنه
كشفت صحيفة الجمهورية اللبنانية في تقرير لها، عن عرض قدمته اسرائيل لنظام أسد يتضمن بنوداً من شأنها قطع الإمدادات والسلاح الإيراني عن حزب الله، وذلك مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة عليه.
وقالت الصحيفة في تقريرها: “انّ رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي اختار دوراً أكبر لموفده الجديد وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون دريمر، الذي دخل على خط المفاوضات كخليفة لعدد آخر من نظرائه والقادة العسكريين، ولا سيما منهم وزير الدفاع المقال يوآف غالانت، للقيام بمهمّة غير عادية، عبّرت عن شكل مُحدث للاستراتيجية الإسرائيلية لمواجهة الوضع. وهو ما أوحت به زياراته المكوكية المفاجئة إلى عدد من عواصم العالم، ولعلّ أبرزها تلك التي قام بها إلى موسكو وواشنطن في غضون ايام قليلة، سبقت ورافقت دخول الولايات المتحدة الأميركية مدار الفصول الأخيرة من الانتخابات الرئاسية التي أفضت إلى عودة ترامب إلى البيت الابيض.
وتابعت: “على جوانب مخفية من مهمّة دريمر والمفاوضات التي أجراها في السرّ والعلن، انّه حمل طرحاً جديداً يقود إلى إشراك موسكو في المعالجات الجارية في شكل من الأشكال. وهو انطلق من دورها الفاعل في سوريا للطلب اليها السعي مع الرئيس السوري بشار الأسد إلى العمل على ضبط الحدود اللبنانية ـ السورية ومنع انتقال الأسلحة المخزّنة فيها إلى لبنان توطئة، لإقفال ما يسمّيه الجميع «الاوتوستراد الإيراني» المفتوح بين طهران والضاحية الجنوبية عبر بغداد ودمشق”.
وأضافت: “في مقابل هذا الطرح، تعهّد دريمر بالسعي لدى الإدارة الاميركية الجديدة لتجميد العقوبات المفروضة عليه وعلى سوريا في مهلة تتساوى مع قدرته على ترجمة ما هو مطروح عليه من خطوات يمكن ان يتخذها، عقب ما هو متوافر من معلومات تحدثت عن الإجراءات الجديدة التي باشر بها نظام أسد في مناطق سيطرته، للحدّ من حركة مقاتلي ميليشيا حزب الله ومنع أي حراك شعبي أو سياسي أو حزبي يتناول ردّات الفعل لما آلت إليه الحرب الاسرائيلية على حزب الله، وخصوصاً اغتيال الأمين العام للميليشيا حسن نصرالله”.
نظام أسد رحّل أفراد الحزب وعائلاتهم
ولا تغفل المعلومات المتداولة الإشارة الى ما قام به نظام أسد على مستوى ضبط حركة النازحين اللبنانيين إلى سوريا، الذين تدفقوا بالآلاف قبل إقفال معبر المصنع الحدودي وبعده عبر المعابر غير الشرعية المتبقية، وتسهيل انتقال عائلات المسؤولين والمقاتلين في ميليشيا حزب الله إلى الاراضي العراقية، بإجراءات غير مسبوقة ألقت العبء على الحكومة العراقية بدلاً من أن يتحمّل نظام أسد مسؤولية ملاحقتهم على أراضيه، بعدما تعدّدت الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع للحزب بجوار مقام السيدة زينب ومنطقتي كفرسوسة والمزة ومناطق مختلفة من محيط العاصمة، قبل ان تطاول أخيراً الى جانب المستشارين الإيرانيين وفصائل اخرى تدور في فلك الحرس الثوري الإيراني مواقع لمنظمات فلسطينية ترجمتها الغارة على مكاتب حركة «الجهاد الإسلامي» في دمشق.
وفي المعلومات التي أشارت إليها تقارير محدودة (بقيت ملكاً للمسؤولين الكبار)، فإنّ دريمر طرح على القيادة الروسية خطة تطالبها بالضغط على نظام أسد لإقفال المعابر التي تنقل الأسلحة الى «حزب الله» من مخازنه في سوريا او تلك التي كانت في طريقها من طهران عبر الحدود السورية ـ العراقية واستهدفت بعضاً منها في الاسابيع الاخيرة التي رافقت بدء الحرب على حزب الله منذ 17 أيلول الماضي غداة تفجيرات أجهزة النداء «البايجر» والـ «ووكي توكي»، قبل المضي في برنامج الإغتيالات إلى ان طاولت القيادات الكبرى والسيد نصرالله شخصياً.
لقاءات روسية – اسرائيلية
ووفقاً للصحيفة، فإنه “على هذه الخلفيات توجّه وفد روسي رفيع إلى تل ابيب في خطوة نادرة لم تحصل منذ اندلاع الحرب في غزة ولبنان، وتزامنت مع زيارة عدد من الموفدين الإيرانيين إلى دمشق، كان أبرزهم مستشار المرشد علي خامنئي، علي لاريجاني الذي سبقت زيارته بيومين زيارة لوزير الدفاع الايراني العميد عزيز نصير زاده، الذي التقى بالإضافة الى الأسد مع نظيره السوري علي محمود عباس”.