
5 الاف دولار … رحلات جوية سرية من قاعدة حميميم إلى روسيا مقابل مبالغ مالية
تهجير منظم للسكان العلويين بجهود روسية لابتزاز الدولة السورية
كشفت مصادر خاصة عن تسيير رحلات جوية جديدة من قاعدة حميميم الروسية في الساحل السوري إلى روسيا، عبر طائرات شحن، مقابل مبالغ مالية تتراوح بين 4 و6 آلاف دولار أمريكي، وسط مخاوف من كونها مقدّمة لمخطط تهجير منظم تقوده روسيا يستهدف العائلات المنحدرة من الطائفة العلوية.
وقالت المصادر إن ضباطًا روسًا يُشرفون على هذه الرحلات التي وُصفت بأنها “رحلات لجوء”، وتشمل أفرادًا فرّوا من المواجهات والمعارك التي شهدتها قرى وبلدات الساحل السوري خلال شهر آذار/مارس الماضي، مشيرةً إلى أن هذه العمليات تجري داخل القاعدة وتحت رقابة مشددة، في حين يُسمح لبعض العائلات من خارج القاعدة بالوصول إليها عبر سماسرة وضباط يتولّون التنسيق مقابل عمولات مالية.
وبحسب المصادر، فإن إقليم “بيرم” في روسيا هو الوجهة الأبرز للاجئين السوريين القادمين من القاعدة، دون أي ضمانات رسمية بالحصول على تصاريح إقامة أو عمل، خلافاً لما يتم الترويج له من قبل الجهات المنظمة لتلك الرحلات.
وكان موقع “Moscow Times” قد أكد منتصف نيسان الجاري، وصول نحو 150 لاجئًا سوريًا إلى الإقليم ذاته منذ شهر شباط، معظمهم من مناطق الساحل، بعد أن احتموا لفترة داخل قاعدة حميميم نتيجة التوترات الأمنية في مناطقهم.
ولفتت المصادر إلى أن هذه الرحلات ليست الأولى من نوعها، حيث سبق أن تم تنظيم رحلات مشابهة عقب سقوط نظام الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024، نقل خلالها العشرات من المقربين من النظام، من ضباط وتجار وشخصيات متورطة في جرائم حرب، إلى مدن روسية أو إلى بيلاروسيا وأبخازيا، مقابل مبالغ وصلت حينها إلى 30 ألف دولار للشخص الواحد.
وتحدثت المصادر عن وجود إقامة مؤقتة لمدة ثلاثة أيام داخل القاعدة للراغبين بالسفر، يتم خلالها تقديم الطعام والشراب، قبل صعودهم إلى الطائرات، التي تُستخدم عادة لنقل معدات عسكرية وأسلحة.
في السياق، هبطت ثلاث طائرات شحن على الأقل في قاعدة حميميم خلال الأسبوع الأخير، إحداها مطلع الأسبوع الجاري، في ظل معلومات متزايدة عن نية موسكو تسيير دوريات مشتركة مع الأمم المتحدة لمراقبة الوضع الأمني في الساحل السوري.
ويرى مراقبون أن ما يجري قد لا يكون مجرد خطوة إنسانية، بل يندرج ضمن استراتيجية تهدف إلى إفراغ الساحل السوري من سكانه الأصليين، لا سيما من الطائفة العلوية، ما يفتح الباب أمام احتمال إعادة رسم ديموغرافي في المنطقة، أو استخدام هؤلاء السكان كورقة ضغط أو تجنيد في الداخل الروسي.
ويرجّح محللون أن هذا التوجه الروسي يندرج ضمن سيناريوهات ما بعد الأسد، ومحاولة إعادة تموضع النفوذ الروسي في سوريا عبر تحصين مصالحه البشرية والمادية داخل أراضيه أو في مناطق نفوذه الخارجي.
؟
مصدر