ما خطط الحكومة الألمانية المقبلة تجاه اللاجئين العاطلين عن العمل؟

في خطوة جديدة تهدف إلى تسريع وتيرة دمج اللاجئين في المجتمع الألماني، أعلن الائتلاف الحكومي المقبل في ألمانيا، المكوّن من “التحالف المسيحي” و”الحزب الاشتراكي الديمقراطي”، عن نيته تشديد السياسات المتعلقة بالاندماج وربط المساعدات الاجتماعية بإلزاميات واضحة تتعلق بالمشاركة المجتمعية والتدريب المهني.

وتنص وثيقة الاتفاق الحكومي على فرض “اتفاقيات اندماج” إلزامية على اللاجئين العاطلين عن العمل، تتضمن بنوداً تلزمهم بالمشاركة في دورات اللغة، أو الانخراط في أنشطة مجتمعية وتدريبات مهنية، على أن تُستخدم الأدوات القائمة في قانون الضمان الاجتماعي، مع فتح المجال لتطوير أدوات جديدة عند الحاجة.

44% من اللاجئين يعتمدون على المساعدات

البيانات تشير إلى أن حوالي 44% من اللاجئين في ألمانيا يعتمدون على الإعانات الاجتماعية، وهي نسبة يعتبرها سياسيون دليلاً على ضعف سياسات الإدماج الحالية. ويدعو الحزب المسيحي الديمقراطي إلى إجراءات أكثر صرامة، تشمل توسيع تطبيق “فرص العمل” أو ما يُعرف بـ”وظائف اليورو الواحد”، وهي أعمال عامة لا تنفذها الشركات الخاصة، مثل صيانة الحدائق أو التنظيف، لكنها أثارت جدلاً حول تكلفتها وجدواها.

انتقادات وتحذيرات

من جهة أخرى، عبّر الحزب الاشتراكي الديمقراطي عن تحفظه تجاه بعض المقترحات، محذراً من تحوّل هذه الإجراءات إلى وظائف شكلية أو خلق منافسة غير عادلة مع العاطلين عن العمل من المواطنين الألمان. ودعا إلى وضع خطة واضحة تضمن عدم استغلال اللاجئين وتوفير نتائج واقعية.

النائبة عن حزب الخضر، مصباح خان، وصفت بعض السياسات المقترحة بأنها عقبة أمام الاندماج، لافتة إلى أن منع اللاجئين من العمل، أو تقليص تمويل دورات اللغة، يقوّض الجهود بدلاً من دعمها. وأكدت أن الاندماج لا يمكن أن يكون باتجاه واحد فقط، بل يتطلب استعداداً من المجتمع المضيف أيضاً.

الأرقام لا تكذب

بحسب معهد أبحاث سوق العمل (IAB)، فإن نسبة التوظيف بين اللاجئين ترتفع تدريجياً، لكنها لا تتساوى مع السكان الأصليين إلا بعد حوالي 8 سنوات من الإقامة، حيث تصل نسبة العاملين منهم إلى 68%، مقابل 77% بين الألمان.

ويرى الباحث هيربرت بروكر أن العمل هو مفتاح الاندماج، لكنه أشار إلى أن فترة ما بعد الوصول مباشرةً تشهد فراغاً طويلاً يجب ملؤه سريعاً عبر الاستشارات الفورية ودورات اللغة والانخراط في سوق العمل.

؟

متابعة مصدر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى