دعوى رفعها “التجمع السوري العلوي” على الرئيس السوري وحكومته في فرنسا ؟

نشطاء حقوقيون يستنكرون دعوى “التجمع السوري العلوي” في فرنسا: طائفية ومبالغات لا منطق لها

تسلّمت النيابة العامة الفرنسية دعوى قضائية كيدية رفعها ما يُعرف بـ”التجمع الفرنسي–العلوي” ضد الرئيس السوري أحمد الشرع وعدد من كبار مسؤوليه بتهم “الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وجرائم ضد الإنسانية”، على خلفية أحداث الساحل السوري في مارس الماضي.

وتقدّم المحامي بيدرو أندروجار بالدعوى نيابةً عن التجمع، متهمًا القيادة السورية بشن “حملة ممنهجة” ضد أبناء الطائفة العلوية عقب الهجمات التي شنّتها ميليشيات محسوبة على نظام الأسد السابق، ما أسفر، بحسب المذكرة القضائية، عن “أكثر من خمسين مجزرة راح ضحيتها 2,500 مدني علوي، فضلًا عن ضحايا من المكونات المسيحية والسنية”.

وضمت لائحة الاتهام إلى جانب الرئيس الشرع، كلًّا من وزير الدفاع مرهف أبو قصرة، ووزير الداخلية أنس خطاب، وقائد الفرقة الخامسة والعشرين محمد الجاسم (“أبو عمشة”)، مطالبةً بوقف العمليات العسكرية في الساحل وإطلاق سراح المعتقلين وفتح تحقيق دولي عاجل.

في السياق نفسه، نظّمت “رابطة العلويين المغتربين” وقفة أمام مقر الأمم المتحدة في جنيف، طالبت بوقف ما وصفتها “سبي النساء العلويات” و”الإبادة الجماعية” ضد الطائفة.

وانتقد مراقبون استغلال أحداث الساحل لإحياء خطاب “مظلومية” العلويين، في حين لم تُسجّل أي حوادث خطف لنساء علويات في تلك المنطقة.

واضافوا : المبالغة في تقدير الضحايا إلى “آلاف” واتهام الدولة بـ”الإبادة الجماعية” لم يترك مجالًا للمنطق، أما إدعاء “سبي النساء” فهو إهانة فاضحة للمرأة السورية وأبشع مثال على ضعف الحجة.

كان بإمكان هذا التجمع أن يكسب بعض المصداقية لو عبر عن تعاطفه مع معاناة السوريين خلال أربعة عشر عامًا من الحرب والقتل. ولكن لا شيء يبرر التاريخ الطويل لأعضائه في فرنسا كمتعاونين مع جهاز مخابرات الأسد، أو صمتهم التام إزاء المجازر التي ارتكبت بحق شعبهم.”

بدورها، اعتبرت دمشق الدعوى “سياسية وكيدية”، مؤكدةً على تعاونها مع اللجنة الوطنية المستقلة للتحقيق في أحداث الساحل، التي مدّد الرئيس الشرع عملها ثلاثة أشهر إضافية. وفي واشنطن، حذّر “معهد دراسة الحرب” من محاولات “متمردين علويين” تأجيج النزاع الطائفي لزعزعة الاستقرار في سوريا الجديدة.

صفحات موالية تعيد نشر مجزرة الغوطة كـ”جرائم حديثة” … ونشطاء يفضحون حملة تضليل رقمية

نشرت صفحات موالية لنظام الأسد خلال الساعات الماضية صوراً قديمة من مجزرة الكيماوي التي ارتكبها النظام في الغوطة عام 2013، زاعمةً أنها لضحايا “مجازر حديثة” في مدينة جبلة، حيث ادّعت أن قوات الأمن السورية قتلت نساءً ورجالاً ومسنين هناك.

وتحقق مراسلو “المدن” في الصور فتبيّن أنها استخدمت عام 2018 في تقرير لصحيفة “لوموند” الفرنسية عن هجوم الكيماوي في الغوطة، وأنها لا تمتّ بأي صلة إلى أحداث جبلة الأخيرة.

وفي سياق متصل، تداولت حسابات موالية صورة قديمة للدكتورة رانيا العباسي وعائلتها التي اعتقلها النظام ولا تزال في عداد المفقودين، وادّعت الحسابات أن الأسرة قُتلت بالكامل في الساحل السوري على يد الأجهزة الأمنية.

وردّاً على ذلك، نشر الإعلامي عبد المسيح الشامي تقريراً يؤكد أن “ضحايا الأحداث الأخيرة هم في الواقع من أفراد الأمن العام والمدنيين العلويين، الذين تعرّضوا للقتل على يد تشكيلات مسلّحة موالية للأسد خارجة عن القانون”، موضحاً أن “استهدافهم يعود إلى رفضهم الانضمام إلى القتال ضد الدولة أو بهدف تحميل قوى الأمن مسؤولية المجازر عبر نسبها إليها”.

من جهته، أشار باحث في شؤون التواصل الرقمي إلى نتائج تحليل لأكثر من 20 ألف منشور على منصة x ، تكشف “تضخيماً مقصوداً للمحتوى التحريضي والمضلل” عبر حسابات إسرائيلية و عراقية موالية للمجرم بشار، وأخرى تنتحل هويات عربية.

وأوضح الباحث أن “هذه الحملات تستغل المناخ الأمني لتأجيج المشاعر تجاه السلطة في دمشق، ويُستخدم جزء منها ذريعة للتدخل في الجنوب السوري”.

ويؤكد هذا التلاعب بالصورة والرواية دخول سوريا في ما يُسمى “المعركة الرقمية الخفية”، حيث تستهدف الجهات المختلفة تحريك الرأي العام إلكترونياً من خلال نشر أخبار ومواد مصوّرة مزيّفة أو خارج سياقها، بما يفاقم التوترات على الأرض.

وفي مواجهة هذا التضليل، دعت مجموعات من النشطاء الحقوقيين والصحافيين إلى توخي الحذر والاعتماد على المصادر الرسمية المستقلة، وتدقيق الصور والفيديوهات قبل إعادة نشرها، سعياً لمنع الانجرار وراء حملات ترويجية هدفها الوحيد إشاعة الفوضى وزعزعة الاستقرار.

واقترح نشطاء في فرنسا القيام ببعض الخطوات الضرورية ضد الدعوى القضائية المضللة للعدالة أولى هذه الخطوات تشكيل خلية قانونية وإعلامية مشتركة يشارك فيها محامون سوريون وفرنسيون، مهمتها متابعة إجراءات الدعوى أمام النيابة العامة وضمان تقديم ملف حقائق موثّق بالوثائق الرسمية وتقارير لجنة تقصي الحقائق الرئاسية، إضافة إلى شهادات منظمات حقوقية دولية. بالتوازي، أعدّ أعضاء هذه الخلية بيانًا رسميًا باسم “السوريين الأحرار في فرنسا” يرفض الدعوى لافتقاره لأي دليل ملموس وينبه إلى مخاطر توظيف القضاء لأغراض طائفية، تمت ترجمته إلى الفرنسية وتوزيعه على الصحف المحلية والنواب في الجمعية الوطنية ومقرات مؤسسات حقوق الإنسان.

على الصعيد السياسي، دعوة ممثلين عن “مجموعة الصداقة فرنسا – سوريا” في البرلمان لعرض الحقائق حول أحداث الساحل السوري بعد سقوط نظام الأسد، وتقديم سؤال شفهي إلى وزيرة العدل الفرنسية حول ضمان استقلالية القضاء وحمايته من الدعاوى الطائفية التي سيدعمها فلول الاسد.

الاتجاه إلى المنظمات الحقوقية الدولية، من “هيومن رايتس ووتش” إلى “العفو الدولية”، لعقد شراكة في توثيق عمليات التضليل التي يقوم بها التجمع العلوي الموالي للأسد، ورفع شكاوى رسمية إلى المفوضية الأوروبية لحقوق الإنسان في حال ثبوت أي تجاوزات طائفية أو سياسية.

تنظيم وقفات تضامنية رمزية أمام محاكم الاستئناف وأمام مبنى السفارة السورية في باريس، رافعين لافتات من قبيل “القضاء ليس لعبة طائفية” و”سوريا للجميع”، وعقدوا ندوات تعريفية ولقاءات مفتوحة للجالية لشرح خطورة الدعوى وأهدافها الحقيقية.

؟

مرهف مينو – مصدر – خاص

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى